
زيادة الإنتاج تتجاوز وتيرة الطلب وتلوّح بفائض في السوق
رفعت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها الشهري الصادر الثلاثاء، توقعاتها لنمو المعروض العالمي من النفط خلال عامي 2025 و2026، مشيرة إلى أن إمدادات النفط سترتفع بوتيرة أسرع من التقديرات السابقة، في وقت يشهد فيه الطلب العالمي تباطؤاً واضحاً نتيجة التحديات الاقتصادية والتحول نحو الطاقة النظيفة.
زيادة في إنتاج أوبك+ وتوسع في الإمدادات
أكد التقرير أن المعروض العالمي سيرتفع بمقدار 3 ملايين برميل يومياً في عام 2025، مقارنة بتقديرات سابقة عند 2.7 مليون برميل يومياً، على أن يواصل ارتفاعه ليصل إلى 2.4 مليون برميل يومياً إضافية في عام 2026.
ويأتي ذلك في ظل تسريع تحالف أوبك+، بقيادة السعودية وروسيا، لوتيرة إلغاء تخفيضات الإنتاج، ما أدى إلى ضخ كميات أكبر من الخام في الأسواق العالمية.
وأوضحت الوكالة أن هذا التوسع في المعروض أدى إلى تزايد مخاوف تخمة الإمدادات، وهو ما انعكس فعلياً على أسعار النفط العالمية التي شهدت انخفاضاً إلى ما دون 62 دولاراً لبرميل خام برنت، رغم بقائها فوق أدنى مستوياتها المسجلة في أبريل عند نحو 58 دولاراً.
تباطؤ حاد في الطلب العالمي على النفط
في المقابل، خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي خلال العام الجاري إلى 710 آلاف برميل يومياً، بانخفاض طفيف عن تقديراتها السابقة.
وأرجعت ذلك إلى تدهور الظروف الاقتصادية العالمية وتزايد الاعتماد على المركبات الكهربائية، مؤكدة أن “استخدام النفط سيظل تحت الضغط خلال ما تبقى من 2025 ويمتد إلى عام 2026”.
وأشارت إلى أن نمو الطلب المتوقع بنحو 700 ألف برميل يومياً سنوياً يعد أقل كثيراً من المتوسط التاريخي، ما يعكس التباطؤ الهيكلي في استهلاك الطاقة الأحفورية.
توقعات متباينة بين وكالة الطاقة وأوبك
وفي حين تتبنى وكالة الطاقة الدولية تقديرات حذرة بشأن الطلب المستقبلي، أبقت منظمة أوبك على رؤيتها الأكثر تفاؤلاً، متوقعة زيادة في الطلب العالمي بنحو 1.3 مليون برميل يومياً خلال 2025، أي ما يقارب ضعف تقديرات الوكالة الدولية.
وترى أوبك أن الاقتصاد العالمي لا يزال يسجل أداءً جيداً، وأن الطلب سيظل مدعوماً من الأسواق الناشئة ونمو قطاع النقل الجوي.
تخمة المعروض تلوح في الأفق
ذكرت الوكالة أن السوق العالمية للنفط أصبحت فعلياً متخمة بالمعروض، حيث ارتفع الإنتاج العالمي في سبتمبر الماضي بنحو 5.6 ملايين برميل يومياً مقارنة بالعام السابق، وساهم تحالف أوبك+ بـ3.1 ملايين برميل يومياً من هذه الزيادة.
وتتوقع الوكالة أن يتجاوز المعروض العالمي الطلب في 2026 بفائض قد يصل إلى 4 ملايين برميل يومياً، وهو رقم أعلى بكثير من تقديرات مؤسسات أخرى مثل رويترز التي رجحت فائضاً بحدود 1.6 مليون برميل يومياً.
وفي المقابل، تتوقع أوبك أن يظل توازن السوق قائماً في العام المقبل، مستندة إلى تباطؤ نمو الإنتاج من خارج التحالف وزيادة محتملة في الطلب العالمي.
دلالات اقتصادية
يشير هذا التباين في التقديرات إلى مرحلة انتقالية يشهدها سوق النفط العالمي، مع تصاعد المنافسة بين الوقود الأحفوري ومصادر الطاقة المتجددة، ما قد يعيد تشكيل ملامح الصناعة خلال الأعوام القادمة.
المصدر : تحيا مصر
تعليقات