تطبيق هندي يهدد عرش واتساب.. Arattai يلفت الأنظار ويثير التساؤلات بعد أيام من إطلاقه

تطبيق هندي يهدد عرش واتساب.. Arattai يلفت الأنظار ويثير التساؤلات بعد أيام من إطلاقه

تشهد الأوساط التقنية في الهند جدلا متصاعدا حول الانتقال من تطبيق المراسلة الشهير واتساب المملوك لشركة ميتا الأمريكية إلى تطبيق Arattai المملوك لشركة Zoho الهندية، الذي يروج له على أنه “تطبيق مراسلة فورية سهل الاستخدام”، ويبدو أن الدافع الرئيسي وراء هذا التحول هو الرغبة في الابتعاد عن المنصات الغربية لصالح بدائل محلية الصنع.

ولكن وسط هذا الحماس الوطني، يثير بعض الخبراء التقنيين تساؤلات جوهرية حول مدى وعي المستخدمين بطبيعة هذا الانتقال، فبينما يتمتع واتساب بتشفير شامل للمحادثات، لا يوفر Arattai هذه الميزة حتى الآن، ما يثير مخاوف تتعلق بالخصوصية وأمان البيانات.

 

 

من حديقة مغلقة إلى أخرى

يرى بعض المهتمين بالتقنية أن الانتقال من واتساب إلى Arattai لا يعني بالضرورة الخروج من “الحدائق المغلقة”، بل هو مجرد تبديل بين منصتين مركزيتين تفتقران إلى قابلية التشغيل البيني، ويعبر البعض عن خيبة أملهم من ضعف التوعية المجتمعية، خاصة من مجتمع البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر FOSS في الهند، الذي لم يقدم بدائل حقيقية أو حملات توعوية فعالة.

دروس من البريد الإلكتروني

يشير أحد الكتاب إلى تجربته الشخصية مع البريد الإلكتروني كمثال على أهمية المعايير المفتوحة. فبفضل بروتوكولات موحدة وضعتها فرقة عمل هندسة الإنترنت IETF، يمكن لمستخدمي خدمات بريد مختلفة مثل Gmail وOutlook وProtonMail التواصل بسهولة، دون الحاجة لاستخدام نفس المنصة، هذا النموذج الناجح يفتقر إليه عالم تطبيقات المراسلة الفورية اليوم.

الحاجة إلى التشغيل البيني

في عام 2025، لا يمكن التواصل مع مستخدمي واتساب إلا من خلال التطبيق نفسه، ما يخلق عزلة رقمية، ومع ذلك، هناك بدائل تدعم التشغيل البيني، مثل تطبيقات تيليجرام وElement التي تعتمد على بروتوكول Matrix، أو تطبيقات مثل Quicksy التي تستخدم بروتوكول XMPP المفتوح، والذي كان واتساب نفسه يستخدمه في بداياته.

السياسات والتشريعات: أوروبا تتحرك والهند تتأخر

بينما بدأت الاتحاد الأوروبي في فرض تشريعات تلزم تطبيقات المراسلة الكبرى مثل واتساب بفتح أبوابها للتشغيل البيني، لا تزال الهند تفتقر إلى مثل هذه القوانين، ونتيجة لذلك، قد لا يستفيد المستخدمون الهنود من التحديثات التي تُجريها ميتا على واتساب وفيسبوك ماسنجر في أوروبا.

دعوة لإعادة التفكير

ينتقد المقال الميل إلى استبدال “الاحتكار الغربي” بنظيره “المحلي”، دون معالجة جوهر المشكلة المتمثلة في المركزية وغياب المعايير المفتوحة، ويؤكد على ضرورة أن تلعب صناعة البرمجيات دورًا أكبر في توعية المستخدمين بإمكانيات التكنولوجيا المفتوحة، إلى جانب ضرورة تدخل المشرّعين لسن قوانين تدعم بيئة رقمية أكثر تنوعًا وتكاملًا.
 

قد يبدو الانتقال من واتساب إلى Arattai قد يبدو خطوة نحو الاستقلال الرقمي، لكنه في الواقع لا يغير من طبيعة الاعتماد على منصات مغلقة، الحل الحقيقي يكمن في دعم المعايير المفتوحة والتشغيل البيني، لضمان حرية المستخدمين وتعزيز الابتكار المحلي بعيدا عن الاحتكار، سواء كان غربيًا أو محليًا.

نقلاً عن : الجمهور الاخباري

محمد الهلالي، كاتب متخصص في الأخبار يتمتع بخبرة واسعة في تغطية الأحداث المحلية والعالمية. يسعى لتقديم محتوى دقيق وشامل يضع القارئ في قلب الحدث، مع تحليلات معمّقة ورؤية متوازنة تعزز الفهم العام وتسلط الضوء على خلفيات الأخبار وتأثيراتها.