السعادة في الزواج ليست بمظاهر الزفاف الكبيرة بل بالحب والتفاهم

السعادة في الزواج ليست بمظاهر الزفاف الكبيرة بل بالحب والتفاهم

صرحت نجلاء نادر بأن ظاهرة المغالاة في حفلات الزفاف لم تعد مجرد حالات فردية، بل تحولت إلى سلوك اجتماعي واسع الانتشار، تدفع إليه عدة عوامل اجتماعية وثقافية وأخلاقية متشابكة.

 

أسباب إقامة أفراح كبيرة 

وأضافت: “من الناحية الاجتماعية، هناك ضغط كبير من الأسر والمحيطين على العروسين لإقامة فرح كبير يليق بالمقام، كما أن التقليد والمحاكاة صارا دافعين أساسيين، إذ يخشى البعض أن يظهر أقل من غيره، فيبالغ في الإنفاق والمظاهر.”

 

أهمية الجانب الثقافي 

وأوضحت نادر أن الجانب الثقافي يلعب دوراً لا يقل أهمية، قائلة: “الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي رسخوا ثقافة الاستعراض، حتى باتت الأفراح فرصة لإظهار الثراء أكثر من كونها مناسبة للاحتفال ببدء حياة جديدة. كذلك ساهمت العولمة في إدخال نماذج دخيلة من الأفراح المبالغ فيها، ما زاد من حدة هذه الظاهرة.

 

المغالاة في الفرح وغياب الرضا 

كما أشارت إلى أن للأسباب الأخلاقية بُعداً بالغ الخطورة: “المغالاة في الفرح تعكس غياب القناعة والرضا، وتحول الفرح إلى ساحة للمباهاة والمفاخرة، فضلاً عن إهدار المال بشكل مبالغ فيه، وهو ما يتعارض مع القيم الدينية والأخلاقية.”

مثال لمغالاة الأفراح 

وعن الأمثلة الواقعية، علقت نجلاء نادر على حفل زفاف دينا ابنة الدكتورة هبة قطب قائلة: “هذا الفرح جسّد بشكل حي ما نتحدث عنه. فقد أثارت الكعكة غير التقليدية المصنوعة من الدجاج المقلي، وحركات الرقص المبالغ فيها جدلاً واسعاً بين الناس. البعض رأى الأمر حرية شخصية للتعبير عن الفرح، فيما اعتبره آخرون تجاوزاً للأعراف وخروجاً عن المألوف.”

وأكدت أن الجدل حول هذا الفرح يعكس تماماً تداخل الأسباب التي سبق ذكرها، مضيفة: “ثقافة الاستعراض وضغط السوشيال ميديا لعبا دوراً محورياً، في حين ظهر البعد الأخلاقي في النقاشات حول القيم، بين مؤيد يرى حرية شخصية، وناقد يرفض تجاوز العادات.”

 

توصيات نجلاء نادر للشباب والأهالي

واختتمت نجلاء نادر تصريحاتها بمجموعة من التوصيات العملية قائلة:

“أنصح الشباب المقبلين على الزواج أن يضعوا سعادتهم واستقرارهم في المقدمة، لا صورة الفرح أمام الناس.”

“على الأسر أن تدعم أبناءها بالرضا والقناعة، لا بالضغط عليهم لإقامة أفراح باهظة التكاليف.”

“من المهم أن تعود ثقافة البساطة لتصبح معياراً للفرح الناجح، لا المبالغة والاستعراض.”

“أدعو الإعلام ورجال الدين والمؤسسات الثقافية إلى إطلاق حملات توعية تُذكّر الناس بأن الزواج مودة ورحمة، لا مظاهر وديون.”
وختمت قائلة: “السعادة الحقيقية تبدأ بعد انتهاء الفرح، وتُبنى بالحب والتفاهم والاحترام، لا بالإنفاق المفرط في ليلة واحدة.”

نقلاً عن : الجمهور الاخباري

مها أحمد، كاتبة متميزة في قسم المنوعات، تمتلك موهبة في تقديم محتوى متنوع وجذاب يلامس اهتمامات القراء في مختلف المجالات. من خلال أسلوبها السلس والإبداعي، تغطي مها مواضيع شاملة تتراوح بين الثقافة والفن، الصحة، السفر، ونمط الحياة. تسعى مها إلى تقديم مقالات ممتعة ومفيدة تضيف قيمة إلى تجربة القارئ اليومية، وتعكس شغفها بنقل الأفكار الجديدة والنصائح العملية التي تهم كل أفراد الأسرة.