وداعا للفوضى الرقمية.. مستقبل جديد للمراهقين على السوشيال ميديا

في ظل تصاعد التهديدات الرقمية التي تستهدف الأطفال والمراهقين، مثل العنف والاستغلال الجنسي، تتجه الحكومات والمنظمات الحقوقية إلى اتخاذ إجراءات صارمة للحد من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الفئات العمرية الصغيرة. 

اليونان تحظر وصول المراهقين إلى تيك توك ووسائل التواصل الاجتماعي
 

تأتي أحدث هذه الخطوات من اليونان، التي أصبحت أول دولة في الاتحاد الأوروبي تفرض قيودا مباشرة على وصول المراهقين إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

حظر شامل يبدأ نهاية أكتوبر 

اعتبارا من نهاية شهر أكتوبر، سيتم حظر وصول المستخدمين دون سن 16 عاما تلقائيا إلى أبرز وسائل التواصل الاجتماعي في اليونان، بما في ذلك فيسبوك، إنستجرام، يوتيوب، إكس (تويتر سابقا)، سناب شات، وتيك توك. 

كما يشمل الحظر أيضا مواقع المقامرة الإلكترونية، المحتوى المرتبط بالكحول، المواد الإباحية، وتطبيقات المواعدة مثل Tinder لمن هم دون 18 عاما.

التحقق من العمر عبر تطبيق حكومي 

تعتمد اليونان على تطبيق حكومي جديد يدعى Kids Wallet للتحقق من عمر المستخدم، يقوم التطبيق بتحديد ما إذا كان الهاتف مملوكا لشخص بالغ، وإذا لم يتم تأكيد ذلك، يعامل الجهاز على أنه خاص بقاصر ويتم حظر الوصول إلى المنصات المحظورة.

وقد تم تطوير هذا النظام بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن تتبناه دول أخرى مثل ألمانيا، إسبانيا، الدنمارك، وإيطاليا، التي بدأت بالفعل اختبار نظام تحقق رقمي يعرف باسم eID.

شراكات تقنية لتعزيز الحماية 

تجري الحكومة اليونانية محادثات مع شركات التكنولوجيا الكبرى لتعزيز أنظمة التحقق من العمر على مستوى الأجهزة، مع خطط لتطوير النظام تدريجيا بدعم من هذه الشركات.

ولكن على الرغم القيود، لا يزال بإمكان القاصرين الوصول إلى محتوى تيك توك وإنستجرام عبر محركات البحث أو تطبيقات خارجية دون الحاجة إلى تسجيل الدخول.

هل تحذو دول أخرى حذو اليونان؟ 

أستراليا أعلنت عن خطوة مماثلة ستبدأ في 10 ديسمبر، حيث ستحظر المنصات على من هم دون 16 عاما، لكن عبر أنظمة تحقق داخل التطبيقات نفسها. 

أما في الولايات المتحدة، فلا يوجد حظر فيدرالي حتى الآن، لكن بعض الولايات أقرّت قوانين تتطلب موافقة الوالدين والتحقق الإجباري من العمر.

تعتبر هذه الإجراءات هدف مشترك بين جميع الدول لحماية الأطفال من أضرار وسائل التواصل الاجتماعي المفتوحة على العالم، رغم اختلاف الأساليب تتفق هذه المبادرات على هدف واحد وهو حماية الأطفال والمراهقين من المخاطر الرقمية المتزايدة.