طلب سري من آبل.. الحكومة البريطانية تسعى مجددا للوصول إلى بيانات iCloud المشفرة

تسعى الحكومة البريطانية مرة أخرى للحصول على حق الوصول إلى بيانات iCloud المشفرة، وفقا لما ذكرته صحيفة فاينانشيال تايمز، بعد أن قدمت السلطات البريطانية أمرا سريا جديدا يطالب شركة أبل بإنشاء “باب خلفي” للوصول إلى بيانات النسخ الاحتياطي المشفرة للمواطنين البريطانيين.

وفي تقرير نشرته الصحيفة أمس الأربعاء، أفادت بأن وزارة الداخلية البريطانية أرسلت أمرا إلى أبل في وقت سابق من شهر سبتمبر الماضي، يطلب من الشركة تطوير نظام يسمح للسلطات بالوصول إلى النسخ الاحتياطي المشفر للبيانات على السحابة الخاصة بالمواطنين البريطانيين.

الحكومة البريطانية تطلب أبل بإنشاء “باب خلفي” للوصول إلى بيانات النسخ الاحتياطي المشفرة

نشطاء الخصوصية حذروا من أن الامتثال لهذا الطلب سيكون خطوة خاطئة، وقد يؤدي إلى التأثير على خصوصية المستخدمين على مستوى العالم.

عند التواصل مع المتحدث الرسمي باسم أبل، جوليان تروسدورف، عبر البريد الإلكتروني، لم يعلق على وجود هذا الطلب الثاني، لكنه أشار إلى أن الشركة “محبطة بشدة” لأنها غير قادرة على توفير ميزة الحماية المتقدمة للبيانات (ADP) للمستخدمين في المملكة المتحدة، وهي ميزة اختيارية تتيح للمستخدمين جعل النسخ الاحتياطية على iCloud مشفرة من الطرف إلى الطرف، بحيث لا يمكن لـ أبل الوصول إلى البيانات.

يعد هذا الطلب الثاني الذي تتلقاه أبل من الحكومة البريطانية في إطار ما يعرف بـ “إشعار القدرة التقنية”، بعد الطلب الأول الذي أُرسل في يناير الماضي، في ذلك الوقت، كانت وزارة الداخلية البريطانية تسعى للحصول على إمكانية الوصول إلى النسخ الاحتياطية المخزنة على السحابة لأي حساب أبل في العالم، إذا كان محميا باستخدام ميزة ADP.

الطلب الأول، الذي صدر بموجب “قانون صلاحيات التحقيق 2016” في المملكة المتحدة، والمعروف لدى المنتقدين بـ “ميثاق التنصت”، أجبر أبل على تعطيل إمكانية التسجيل في ميزة ADP للمستخدمين الجدد في المملكة المتحدة، وأدى في نهاية المطاف إلى تعطيل هذه الميزة للمستخدمين الحاليين أيضًا.

وقالت أبل في ذلك الوقت: “كما قلنا مرارا وتكرارا، لم نقم أبدا بإنشاء باب خلفي أو مفتاح رئيسي لأي من منتجاتنا أو خدماتنا، ولن نفعل ذلك أبدا”.

ويبدو أن الجهود السابقة التي بذلتها الحكومة البريطانية قد فشلت، حيث أعلن مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، تولسي جابارد، أن الحكومة البريطانية تراجعت عن طلبها بعد مفاوضات مع إدارة ترامب.

يذكر أن أبل قد تحدت هذا الطلب القانوني في المحكمة، حيث حكمت الأخيرة بعدم إبقاء هذه العملية سرية.