أشد الناس عذابا يوم القيامة.. من هم المصورون في الحديث النبوي؟

أشد الناس عذابا يوم القيامة.. من هم المصورون في الحديث النبوي؟

يبحث الكثير من المواطنين عن المصورون بعد ورودها في حديث نبوي، عن أنهم أشد الناس عذابا يوم القيامة، وجاءت الأسئلة هل يقصد بهم التصوير أو الرسم في العصر الحديث.

من هم المصورون

في أحاديث النبي ورد تحذير شديد لفئة يطلق عليهم المصورون، حيث قال النبي: «إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون»، وهذه العبارة تثير فضول كثيرين من يقصد بالمصورين، وهل يشمل الحديث كل أنواع التصوير، وما حكم الرسم أو التصوير في العصر الحديث.

دار الإفتاء المصرية

في هذا التقرير يرصد موقع الجمهور مفهوم المصورون في الحديث النبوي، ونناقش آراء الفقهاء المعاصرين وفتاوى دار الإفتاء ومواقفها من التصوير والرسم الفوتوغرافي والرسومات، مع الوقوف على الضوابط الشرعية التي يراها العلماء.

من هم المصورون في الحديث النبوي

في اللغة العربية، أصل التصوير يشير إلى صناعة التمثال أو المنحوتة أي جعل صورة مجسدة بامتداد وارتفاع وهذا ما كان يمارس قديما خصوصا في العبادة وفي الثقافة الإسلامية، التصوير المحظور غالبا يتعلق بهذه الصناعة التي تجعل لتعبد أو تشرك بالله.

دار الإفتاء المصرية

يقول الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن المصورين المقصود بهم في الحديث هم من طائفة صناعة التماثيل التي تعبد من دون الله، وليس من يلتقط صورا بالكاميرا.

لماذا ذكروا بأنهم أشد الناس عذابا

من وجهة الفقه الإسلامي، السبب في شدة العقاب هو الربط بين التصوير والعبادة أو التشبه بخلق الله أي محاولة محاكاة الخالق في ما خلقه من صور وأرواح، والخطر الروحي والأخلاقي المرتبط بالتقليد والتقديس للأصنام والصور المجسدة.

دار الإفتاء

أن التصوير قد يستخدم في الغلو أو التوسل أو الشرك، وهو ما حرم بشدة في الإسلام، وبذلك، الحديث يحذر من التصوير الذي يرتبط بهذه العلل، لا من كل صورة أو رسم بمعزل عن السياق والغاية.

حكم الرسم والتصوير في العصر الحديث

أفتت دار الإفتاء المصرية عن التصوير والرسم بأن التصوير الفوتوغرافي جائز شرعا بشرط ألا يكون تصويرا للعراة أو ما يخدش الحياء، وألا يكون مثيرا للشهوات أو يتجاوز الحدود الشرعية.

دار الإفتاء المصرية

أما الرسم يجوز رسم المناظر الطبيعية أو الأشخاص أو الرسومات التعليمية إذا خلت من المحاذير الشرعية، والمصورون المحرم تصويرهم هم المصورون الذين يصنعون تماثيل تعبد أو تشرك بها، أو يستخدمون الصور كمظهر للتشبه بخلق الله، كما أكدت الإفتاء أن الأصل في التصوير والرسم هو الإباحة، ما لم تتضمن الصورة أو الرسم ما ينافي الدين أو الأخلاق.

آراء فقهية أخرى وضوابط العملية

بعض الفقهاء أو المؤسسات الفقهية تشترط أن يكون التصوير أو الرسم خالٍ من إغراء الشهوات أو الفتنة، وأن لا يعرض في أماكن تشجع على المعاصي أو الكشف العاري، ويشترط غالبا الاستئذان وعدم التعدي على خصوصيات الآخرين، فلا يلتقط صور لأشخاص دون إذنهم إن كان هناك ضرر أو انتهاك لحياتهم الخاصة.

الأزهر

في حالات التصوير التجاري أو المناسبات كحفلات الزفاف، يرى أن التصوير جائز بشرط مراعاة الضوابط الشرعية حجاب النساء، عدم التركيز على المناطق العارية، الابتعاد عن الغرائز والفجور.

الفرق بين المصورون في الحديث والتصوير الفوتوغرافي المعاصر

الحديث النبوي يشير إلى التصوير بمعناه القديم التماثيل والمنحوتات التي يعطى لها هيئة العبادة أو يتخَذ لها مكانة، لا إلى التقاط الصور بالكاميرا، والتصوير الفوتوغرافي يعد حبسا للظل أو تصويرا آليا بعيدا عن صنع مجسد ثلاثي الأبعاد، ولا يحمل في ذاته معنى محاكاة الخالق إذا خلا من المحاذير الشرعية.

دار الإفتاء

إذا رسم الفنان منظرا طبيعيا أو رسم وجها لجده بذكرى، فلا بأس به شرعا إذا كان ذلك لا يخدش الحياء، ولا يعرض في أماكن محرمة، والتصوير في الأعراس والمناسبات جائز إذا اتفق مع أصحاب المناسبة، وتجنب تصوير النساء المتبرجات أو العري، والتركيز على اللحظات العامة فقط.

نقلاً عن : الجمهور الاخباري

مها أحمد، كاتبة متميزة في قسم المنوعات، تمتلك موهبة في تقديم محتوى متنوع وجذاب يلامس اهتمامات القراء في مختلف المجالات. من خلال أسلوبها السلس والإبداعي، تغطي مها مواضيع شاملة تتراوح بين الثقافة والفن، الصحة، السفر، ونمط الحياة. تسعى مها إلى تقديم مقالات ممتعة ومفيدة تضيف قيمة إلى تجربة القارئ اليومية، وتعكس شغفها بنقل الأفكار الجديدة والنصائح العملية التي تهم كل أفراد الأسرة.