
في صباح متقلب يمزج بين ضباب السياسة وأمواج الاقتصاد، استعادت أسعار النفط بريقها في تداولات الإثنين، فالتوترات المتصاعدة بين أوروبا والشرق الأوسط أعادت إشعال المخاوف من اضطراب الإمدادات، لتمنح الأسواق جرعة دعم غير متوقعة.
واصلت عقود خام “برنت” صعودها بنسبة 0.54%
وعلى الرغم من مؤشرات زيادة المعروض واحتمال تراجع الطلب العالمي بفعل الرسوم التجارية، واصلت عقود خام “برنت” صعودها بنسبة 0.54% لتسجل 67.07 دولار للبرميل مع حلول الساعة 03:17 بتوقيت غرينتش.
أما خام “غرب تكساس الوسيط” الأميركي لشهر أكتوبر، فقد أغلق جلساته الأخيرة مرتفعًا عند 63.02 دولار للبرميل، فيما تقدم عقد نوفمبر الأكثر نشاطًا بنسبة 0.58% ليبلغ 62.76 دولار.
خامي برنت وغرب تكساس خسرا أكثر من 1% يوم الجمعة الماضي
الأسواق لم تنسَ أن خامي برنت وغرب تكساس خسرا أكثر من 1% يوم الجمعة الماضي، ما أدى إلى تراجع أسبوعي طفيف، وهذه الخسائر ارتبطت بمخاوف حول وفرة الإمدادات وتراجع شهية الاستهلاك العالمي، رغم التفاؤل بأن خفضًا وشيكًا في أسعار الفائدة الأميركية قد يعيد إنعاش الطلب.
وبين اضطراب الجغرافيا السياسية وتوازنات العرض والطلب، تبقى حركة أسعار النفط مرآة لحالة عدم اليقين التي تسيطر على المشهد الاقتصادي العالمي، حيث تتحكم الأحداث الكبرى في مسار الأسواق لحظة بلحظة.
ويظهر المشهد النفطي العالمي اليوم أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، فارتفاع الأسعار رغم ضغوط الإمدادات ومخاوف تباطؤ الطلب يعكس حساسية السوق لأي متغير سياسي أو اقتصادي، والتوترات الجيوسياسية تضيف عنصرًا من عدم اليقين، بينما تستمر الرسوم التجارية في تشكيل تحدٍ أمام النمو العالمي.
ورغم أن الخفض المحتمل لأسعار الفائدة الأميركية قد يمنح دفعة للطلب على الخام، إلا أن الأسواق ما زالت في حالة ترقب وحذر.
تذبذب الأسعار الأخير يبرهن على أن العوامل المؤثرة متشابكة؛ من الصراعات السياسية إلى السياسات النقدية، وفي ظل هذه المعادلة المعقدة، يبقى النفط سلعة استراتيجية تقود بوصلة الاقتصاد العالمي، وتحدد مسار كثير من القرارات الاستثمارية في المرحلة المقبلة.
المصدر : تحيا مصر
تعليقات