الطبيعة تهز بريطانيا.. وفاة أكثر من 1147 شخصا والمتهم: صيف 2025

الطبيعة تهز بريطانيا.. وفاة أكثر من 1147 شخصا والمتهم: صيف 2025

دراسة صادمة من بريطانيا، أكدت على وفاة أكثر من ألف شخصا خلال صيف 2025 بسبب موجات الحر المرتبطة بالتغير المناخي، حيث تبين أن الاحتباس الحراري نتج عنه تغيرات في المناخ أحدثت الوقائع المختلفة.

وفاة 1147 شخصا في بريطانيا خلال صيف 2025

في واحدة من أكثر الدراسات صراحة حول آثار التغير المناخي على صحة الإنسان، كشف باحثون من جامعة إمبريال كوليدج لندن أن 1147 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في بريطانيا خلال صيف 2025، نتيجة موجات حر قاتلة، كان من الممكن تجنبها لولا تدخلات بشرية أدت إلى تفاقم الاحتباس الحراري.

الحر في بريطانيا

الدراسة التي نشرت عن بريطانيا، وأوردت تفاصيلها وكالة الأنباء البريطانية “بي إيه ميديا”، حملت تحذيرا واضحا “الوفيات الناتجة عن الحرارة أصبحت جزءا من واقعنا المناخي الجديد ونحن ندفع الثمن الآن”.

صيف 2025: الأكثر حرارة في تاريخ المملكة المتحدة

شهدت بريطانيا هذا العام أكثر فصول الصيف حرارة على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، وبحسب الباحثين، فإن هذه الموجات الحارة لم تكن مجرد ظاهرة طبيعية، بل كانت أكثر حدة بسبب التغير المناخي الناتج عن الأنشطة البشرية، مثل حرق الوقود الأحفوري الفحم، الغاز، النفط، وإزالة الغابات، التي تمتص ثاني أكسيد الكربون.

الحر في بريطانيا

كما شملت الأنشطة البشرية الاعتماد الكبير على وسائل النقل والمصانع غير الصديقة للبيئة، والنمذجة والبيانات تثبت العلاقة بين التغير المناخي والوفيات، واعتمدت الدراسة، التي أشرف عليها فريق من خبراء المناخ والأوبئة والصحة العامة في جامعة إمبريال، على تحليل سجلات الوفيات التاريخية في المملكة المتحدة وأوروبا، ونماذج المناخ الإحصائية التي تحاكي الواقع مع أو بدون تغير مناخي بشري المنشأ.

ارتفاع الحرارة في بريطانيا

ووجد الباحثون أن متوسط درجة الحرارة في بريطانيا بين شهري يونيو وأغسطس ارتفع بمقدار 2.2 درجة مئوية عن المعدلات الطبيعية، وقد بلغ الارتفاع في بعض المناطق 3.6 درجات مئوية، وهو ما يزيد بشكل كبير من احتمالية الإجهاد الحراري والمضاعفات الصحية.

من الأمور اللافتة التي أبرزتها الدراسة، أن عددا كبيرا من الوفيات لا يتم تسجيله رسميا كناجم عن الحرارة، فالضحايا غالبا ما يصابون بأزمات قلبية، أو فشل كلوي، أو مضاعفات تنفسية، وهي أمراض موجودة مسبقا، لكن الحرارة الشديدة تؤدي إلى تفاقمها بسرعة قاتلة.

أوروبا كلها في قبضة الحر: أكثر من 16,000 وفاة في 3 أشهر

“نحن لا نرصد سوى قمة جبل الجليد مئات الوفيات لا تحتسب لأنها لا تُسجل كوفيات بسبب الحرارة”، هكذا تحدث أحد الباحثين خلال البحث الذي تم إجرائه والدراسات عن الوفيات.

ارتفاع الحرارة في أوروبا

فيما لم تكن المملكة المتحدة الوحيدة المتأثرة، فقد شملت الدراسة تحليلا أوسع لـ854 مدينة ومنطقة في أنحاء أوروبا، ووجدت أن هناك نحو 24,400 حالة وفاة خلال صيف 2025، تعزى بشكل مباشر أو غير مباشر لموجات الحر.

بالأرقام.. أعداد الوفيات في المدن الأوروبية

وبحسب الدراسة 68% من هذه الوفيات كانت بسبب التغير المناخي البشري المنشأ، وهذا يعني أن نحو 16,500 شخصا ماتوا نتيجة درجات حرارة كان يمكن تجنبها.

الحر في أوروبا

ووفقا للدراسات فإن أوروبا عانت ايضا من الحرارة، حيث وقع في روما 835 ضحية لموجات الحرارة، وفي اثينا 630 ضحية وفي باريس 409 ضحية، وفي مدريد الإسبانية 387 ضحية.

الاحتباس الحراري ليس نظرية

تشير الدراسة إلى أن العلاقة بين التغير المناخي وصحة الإنسان لم تعد محل جدل علمي، بل حقيقة مثبتة، ويقول الباحثون إن ارتفاع درجة الحرارة حتى لو بدرجة واحدة فقط يمكن أن يزيد من معدل الوفيات بنسبة تصل إلى 10% في بعض المناطق، خصوصا بين كبار السن، والمرضى المزمنين القلب، الكلى، الجهاز التنفسي، والأطفال الصغار، والعمال في الأماكن المفتوحة.

الحرارة في أوروبا

فيما علق عدد من الخبراء الدوليين على نتائج الدراسة، وأكدوا أن ما يحدث ليس إلا “بداية” لما قد يصبح نمطا سنويا إن لم يتم اتخاذ خطوات جادة لمواجهة أزمة المناخ.

نقلاً عن : الجمهور الاخباري

مها أحمد، كاتبة متميزة في قسم المنوعات، تمتلك موهبة في تقديم محتوى متنوع وجذاب يلامس اهتمامات القراء في مختلف المجالات. من خلال أسلوبها السلس والإبداعي، تغطي مها مواضيع شاملة تتراوح بين الثقافة والفن، الصحة، السفر، ونمط الحياة. تسعى مها إلى تقديم مقالات ممتعة ومفيدة تضيف قيمة إلى تجربة القارئ اليومية، وتعكس شغفها بنقل الأفكار الجديدة والنصائح العملية التي تهم كل أفراد الأسرة.