“مملكة الشطة ” : قرية دلجا تحوّل الفلفل الأحمر إلى “ذهب”

تتربع قرية دلجا بمركز ديرمواس جنوب محافظة المنيا على عرش زراعة وتصنيع “الشطة الحمراء”، لدرجة أن البعض يطلق عليها لقب “مملكة الشطة الحمراء”. فبفضل مساحتها الزراعية الشاسعة التي تمتد إلى الظهير الصحراوي، تُغطي زراعة الفلفل الأحمر أكثر من 70% من أراضيها، لتتحول القرية بأكملها إلى لوحة حمراء نابضة بالحياة.
ويقول نجاح حسن، أحد مزارعي القرية، إن الشطة هي المحصول الرئيسي، وتُزرع في الأراضي الطينية والصحراوية، وتبدأ زراعتها في شهري فبراير ومارس. وعند موسم الحصاد الذي يمتد من منتصف أغسطس حتى أكتوبر، تتحول القرية إلى خلية نحل، حيث تتلون المنازل والشوارع باللون الأحمر نتيجة تجفيف المحصول.
سر الجودة والنكهة
يؤكد طلعت جمال عبد العزيز، مزارع آخر، أن زراعة الشطة تتطلب متابعة مستمرة وريًا دقيقًا، وأن إنتاجية الفدان تصل إلى حوالي طن ونصف. أما محمد علي، أحد المزارعين، فيوضح أن شطة دلجا تتميز بلونها الأحمر الناري ونكهتها الحارة القوية التي يرجع سرها إلى:
جودة التربة: تربة طينية غنية بالمواد العضوية.
أشعة الشمس: شمس الصعيد القوية التي تساعد على تجفيف الفلفل بشكل طبيعي، مما يحافظ على جودته.
خبرة الأجيال: مهارة المزارعين التي توارثوها عن أجدادهم في التجفيف والطحن اليدوي.
بعد الحصاد، تُنشر حبات الفلفل تحت أشعة الشمس لعدة أسابيع، ثم تُطحن يدويًا أو بآلات بدائية لتحويلها إلى مسحوق ناعم يُباع في الأسواق المحلية أو يُصدر للخارج.
ويضيف محمد أن الشطة المزروعة في دلجا تتميز بنكهة حارة وحلوة في آن واحد، ويؤكد أن القرية تملك المقومات اللازمة لتصبح وجهة سياحية زراعية، من خلال استغلال شهرتها في جذب الزائرين لمشاهدة مراحل تصنيع الشطة.
نقلاً عن : اجري نيوز
تعليقات