الشيخ أحمد خليل: يجوز للرجل وهب مال ومسكن لبناته في حياته لحمايتهن من ظلم الورثة بعد وفاته

أكد الشيخ أحمد خليل، من علماء الأزهر الشريف، أن الشهامة والرجولة لا تعني أبداً أن يقوم الإنسان بطرد بنات أخيه أو زوجة أخيه من بيتهم بحجة تطبيق شرع الله في الميراث، مشيراً إلى أن مسألة الميراث من أخطر القضايا التي يجب أن يقف عندها الإنسان ويتأملها جيداً، فهي ليست مجرد حصول على مال والانصراف به، بل تحتاج إلى وعي وتفاصيل دقيقة لفهم حكم الله فيها.
وأضاف الشيخ أحمد خليل، فى تصريحات له، أن من يرفع شعار “تطبيق شرع الله” لا بد أن يطبقه في حياته كلها، لا أن ينتقي منه ما يخدم مصلحته الشخصية، لافتاً إلى أن الله سبحانه وتعالى قدّر لكل إنسان نصيبه في الميراث لحكمة، وأن نصيب الإخوة مثلاً جاء ليكون وسيلة لرعاية البنات والزوجة وحمايتهم لا لتشريدهم.
وأوضح أن الأب الذى ليس له ولد في حياته يحق له أن يهب أو يعطي جزءاً من ماله لبناته بما يضمن لهن حياة كريمة بعد وفاته، وهذا يدخل في باب الهبة المشروعة ولا شيء فيه، بل يُعدّ ضماناً لاستقرار الأسرة حتى تتمكن البنات من استكمال تعليمهن أو الاستعداد لحياتهن الزوجية.
وشدد الشيخ خليل على أن أخذ نصيب الميراث لا يعني الإضرار بالضعفاء أو الأيتام، مستشهداً بقول الله تعالى: “وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا”، مؤكداً أن هذا تحذير صريح من ظلم الأيتام أو التعدي على حقوقهم.
وأشار الشيخ إلى أن شهامة الرجل الحقيقية تظهر في حفظه لحق الضعفاء ورعايته لبنات أخيه، لا في التشدد الذي يؤدي إلى تشريدهم أو تركهم دون مأوى، بحجة الحصول على الحق فى الميراث.
ودعا أن يجنب الله الناس الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرزق الجميع الفهم الصحيح لشرع الله والعمل به بحكمة ورحمة.
نقلاً عن : اجري نيوز
تعليقات