صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان.. «الأوقاف» تعلن موضوع خطبة الجمعة 13 ديسمبر 2024

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة المقبلة الموافق 13 ديسمبر 2024، ليكون تحت عنوان “صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان”، وتهدف الخطبة إلى توعية المصلين بأهمية بناء العقل الواعي والمبدع ودوره في تطوير الإنسان والمجتمع.

محاور خطبة الجمعة القادمة

تشير الخطبة إلى أن صناعة العقول ليست مجرد شعار يُرفع، بل هي منهج حياة يتجسد في الإنجازات العلمية والحضارية العظيمة التي حققتها الحضارة الإسلامية، والتي تركت بصمة راسخة في التاريخ، نالت احترام وإعجاب العالم بأسره.

وتوضح الخطبة أن صناعة العقول هي مهمة ثقيلة تستلزم الإشراف الكامل والعناية الخاصة، وهو ما فعله النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع أصحابه الكرام، حيث كان يبحث عن المواهب الاستثنائية والقدرات العبقرية فيهم، مستخدمًا في ذلك وسائل وأساليب فعّالة تهدف إلى اكتشاف العقول النابغة، وتنميتها بالعلم والفكر والإبداع.

أمثلة من سيرة النبي في تنمية العقول

تستعرض الخطبة موقفًا تعليميًا من المجلس النبوي الشريف، حيث جلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه يثير روح التفكير والتدبر بينهم، فقد طرح عليهم سؤالًا محفزًا بقوله: “إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَهِيَ مِثْلُ المُؤْمِنِ، فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ؟”

وقد حاول الصحابة الإجابة، وظنوا أنها شجرة من أشجار البادية، بينما أدرك عبد الله بن عمر رضي الله عنهما الإجابة في نفسه، وفكر أنها النخلة، ليؤكد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: “هِيَ النَّخْلَةُ”

توضح الخطبة أن هذا الأسلوب النبوي هو نوع من العصف الذهني الذي يعزز التفكير الإبداعي، ويحث على التفاعل مع البيئة، والاستفادة من كل ما يحيط بالإنسان من دروس وعبر.

الرسم التوضيحي كوسيلة تعليمية نبوية

تقدم الخطبة مثالًا آخر عن استخدام النبي صلى الله عليه وسلم للرسومات التوضيحية، كأداة تعليمية لتوضيح الأفكار المجردة، فقد قام النبي برسم خط مربع، وداخل المربع خط في الوسط، وخط يخرج من المربع، وأحاط الخط الأوسط بخطوط متعددة، ثم أوضح قائلاً:

“هَذَا ابْنُ آدَمَ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ، وَهَذَا الَّذِي فِي الوَسَطِ الإِنْسَانُ، وَهَذِهِ الخُطُوطُ عُرُوضُهُ، إِن نَجَا مِن هَذَا يَنْهَشُهُ هَذَا، وَالخَطُّ الخَارِجُ هُوَ الأَمَلُ”

تُظهر هذه الطريقة النبوية حرص النبي على تبسيط المفاهيم، وجعلها ملموسة بصريًا أمام أصحابه، وهو أسلوب تعليمي حديث لا يزال يُستخدم اليوم في المناهج التربوية الحديثة لتحفيز التفكير والتأمل.