تفترش الأرض مع أطفالها الثلاثة.. قصة سيدة يبحث محافظ المنوفية أزمتها

تفترش الأرض مع أطفالها الثلاثة.. قصة سيدة يبحث محافظ المنوفية أزمتها

في زاوية منسية على إحدى ترع محافظة المنوفية، كانت “سماح سعيد عواد” تفترش الأرض مع أطفالها الثلاثة، في مشهد لا يحتمل التأويل، لا سقف يقيهم حر الشمس ولا باب يغلق عليهم ليل الخوف، فقط حزمة ملابس ومخدة قديمة وبعض الكراتين تحتهم، وفوقهم دعاء أم ودموع ثلاثة وجوه صغيرة تبحث عن الأمان.

 

سماح، امرأة مطلقة في العقد الرابع من عمرها، فقدت بيتها بعد أن باع والدها المنزل الذي كانت تقيم فيه، حاولت جاهدة أن تؤمن مسكنًا مؤقتًا، فاستأجرت شقة، لكن ظروفها المعيشية القاسية وقفت أمامها كجدار عازل؛ لم تتمكن من دفع الإيجار، فكان الطرد هو النتيجة الوحيدة الممكنة، لجأت إلى الترعة، حيث لا جدران ولا خصوصية، فقط العراء والخطر.

 

القصة التي أثارت تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي لم تمر مرور الكرام، وتحرك فريق التدخل السريع المحلي بالمنوفية، بقيادة محمد عبدالسلام خلاف، بعد توجيهات واضحة من اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، وتحت إشراف مدير مديرية التضامن الاجتماعي، وبالتنسيق مع الإدارة الاجتماعية بالباجور ووحدة سبك الضحاك.

 

الفريق بحث الحالة على الأرض، وتحقق من ظروفها، وأصدر على الفور عدة قرارات عاجلة لإنقاذ الأسرة، تم تسجيل سماح ضمن مستفيدي برنامج “تكافل” للفئة الخاصة بالمطلقات، لتتقاضى معاشًا شهريًا بقيمة 711 جنيهًا، وتم كذلك توفير سكن كريم لها بقرية “عزبة البحر” التابعة لقرية إبخاص، في منزل المواطن مصطفى الحنفي، مع دفع الإيجار وتأمين استقرارها.

 

لم تكن هذه مجرد حالة اجتماعية، بل كانت جرس إنذار عن عدد لا يُحصى من القصص الشبيهة التي تعيش بيننا في صمت، لكن الأهم أن هناك من يسمع، ويتحرك، ويعيد للناس كرامتهم وإنسانيتهم.



نقلاً عن : بلدنا اليوم

محمد الهلالي، كاتب متخصص في الأخبار يتمتع بخبرة واسعة في تغطية الأحداث المحلية والعالمية. يسعى لتقديم محتوى دقيق وشامل يضع القارئ في قلب الحدث، مع تحليلات معمّقة ورؤية متوازنة تعزز الفهم العام وتسلط الضوء على خلفيات الأخبار وتأثيراتها.