52% من المقالات المنشورة بالذكاء الاصطناعي (ChatGPT, Gemini) ومخاوف حول الأداء في نتائج جوجل

52% من المقالات المنشورة بالذكاء الاصطناعي (ChatGPT, Gemini) ومخاوف حول الأداء في نتائج جوجل

أظهرت دراسة تحليلية شاملة أجرتها شركة Graphite المتخصصة في تحسين محركات البحث (SEO)، أن المحتوى الذي يتم إنتاجه باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي قد تجاوز، لأول مرة، المحتوى الذي يكتبه البشر من حيث الكمية المنشورة على الإنترنت.

​وبحلول نوفمبر 2024، تجاوز عدد المقالات المكتوبة بواسطة نماذج الذكاء الاصطناعي (مثل ChatGPT، وClaude، وGemini) نظيرتها البشرية. وتشير البيانات إلى أن نسبة المحتوى المنشأ آلياً استقرت عند نحو 52% من إجمالي المحتوى المنشور حتى مايو 2025.

النمو المتسارع: ارتفعت نسبة المحتوى المنشأ بالذكاء الاصطناعي بسرعة هائلة منذ نهاية عام 2022، لتصل إلى حوالي 39% من إجمالي المقالات المنشورة في نوفمبر 2023، قبل أن تتجاوز المقالات البشرية بعام واحد فقط.

جودة عالية وتحديات الظهور في محركات البحث

اعتمدت العديد من الشركات والمؤسسات على نماذج الذكاء الاصطناعي كبديل منخفض التكلفة عن توظيف كُتّاب محتوى. وقد أكدت دراسات منفصلة، مثل دراسة معهد MIT، أن جودة المحتوى الآلي باتت تنافس، بل تتفوق في كثير من الحالات، على المحتوى البشري، كما يصعب على الجمهور التمييز بينهما.

​لكن الدراسة نبهت إلى وجود مفارقة مهمة:

تباطؤ النمو: تظهر الأشهر اللاحقة لاستيلاء الذكاء الاصطناعي على الصدارة استقراراً في نسبة المحتوى الآلي دون نمو يذكر.

​الأداء في جوجل: يُرجَّح الباحثون أن هذا التباطؤ ناتج عن انخفاض أداء هذا المحتوى في محركات البحث. وتشير البيانات إلى أن 86% من المقالات الظاهرة في نتائج محرك البحث “جوجل” ما زالت مكتوبة بواسطة البشر، مقابل 14% فقط من إنتاج آلي.

يُرجّح الباحثون أن المقالات الآلية لا تحظى بمشاهدات وتفاعل كبير من المستخدمين، مما يقلل من الحافز لدى الناشرين للاستمرار في إنتاجها بكميات هائلة.

منهجية الدراسة والتحول نحو “التعايش”

اعتمدت الدراسة على قاعدة بيانات Common Crawl، واستخدم الباحثون خوارزمية SurferSEO للكشف الدقيق عن المحتوى المكتوب بالذكاء الاصطناعي (عن طريق تصنيف المقال كآلي إذا كُتب أكثر من 50% منه بالذكاء الاصطناعي).

​ويشير الخبراء إلى أن العلاقة بين البشر والذكاء الاصطناعي في مجال الكتابة لم تعد تقوم على التنافس، بل تتحول إلى “شراكة تكاملية” أو “تعايش”. ويظهر ذلك في وجود نوع من المحتوى الهجين، الذي يبدأ كاتبه بصياغة مسودات باستخدام الذكاء الاصطناعي ثم يقوم بتحريرها وتعديلها، وهو نوع لم تشمله الدراسة، مما يعني أن النسبة الحقيقية لاعتماد المحتوى على الذكاء الاصطناعي قد تكون أعلى مما تم الكشف عنه.

نقلاً عن : الجمهور الاخباري

محمد الهلالي، كاتب متخصص في الأخبار يتمتع بخبرة واسعة في تغطية الأحداث المحلية والعالمية. يسعى لتقديم محتوى دقيق وشامل يضع القارئ في قلب الحدث، مع تحليلات معمّقة ورؤية متوازنة تعزز الفهم العام وتسلط الضوء على خلفيات الأخبار وتأثيراتها.