على مدى 46 عاماً، وقفت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في وجه التحديات المتصاعدة، حاميةً الحدود، وساعيةً إلى تهدئة التوترات. اليوم، ومع تجديد مهمتها في ظل ظروف إقليمية متوترة، تزداد أهمية دورها في الحفاظ على الاستقرار في لبنان والمنطقة.
والأربعاء، قرر مجلس الأمن الدولي، بتمديد مهمة القوة الأممية التي تنتشر في المنطقة الحدودية للفصل بين لبنان وإسرائيل.
وجاء التصويت بعد أيام فقط من اشتباك جماعة حزب الله اللبنانية والجيش الإسرائيلي في واحدة من أعنف عمليات تبادل إطلاق النار بينهما على مدى الأشهر العشرة الماضية، وذلك وسط مخاوف من اتساع نطاق حرب إسرائيل في قطاع غزة إلى صراع إقليمي.
ووفق ممثلة الولايات المتحدة أمام مجلس الأمن، توماس غرينفيلد، فإن “تمديد عمل اليونيفل يؤيد هدف التهدئة الإقليمية”.
فمن هي اليونيفيل؟
تأسست القوة الأممية بقرار من مجلس الأمن في مارس/آذار 1978 لتأكيد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان واستعادة السلام والأمن الدوليين، ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها الفعالة في المنطقة، حسب ما طالعته العين الإخبارية في الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة.
في أعقاب حرب صيف 2006 بين إسرائيل وحزب الله قام مجلس الأمن الدولي بتعزيز القوة، وقرر أنه بالإضافة إلى التفويض الأصلي، ستقوم “اليونيفيل”، بما يلي:
– رصد وقف الأعمال العدائية.
– مرافقة ودعم القوات المسلحة اللبنانية خلال انتشارها في جميع أنحاء جنوب لبنان، بما في ذلك على طول الخط الأزرق، بينما تسحب إسرائيل قواتها المسلحة من لبنان.
– تنسيق الأنشطة المشار إليها مع حكومتي لبنان وإسرائيل.
– تقديم مساعدتها على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين والعودة الطوعية والآمنة للنازحين.
– مساعدة القوات المسلحة اللبنانية في اتخاذ خطوات ترمي إلى إنشاء منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني خالية من أي عناصر مسلّحة، وموجودات وأسلحة غير تلك التابعة لحكومة لبنان وقوة اليونيفيل المنتشرة في المنطقة.
– مساعدة حكومة لبنان، بناء على طلبها، في تأمين حدودها وغيرها من نقاط الدخول لمنع دخول الأسلحة إلى لبنان دون موافقته.
قوامها
قبل الثلاثين من الشهر الجاري، كانت هذه القوة تضم نحو عشرة آلاف و500 جندي، قبل تقليصها حاليا لـ9,994.
مهمتهم حاليا تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي تم تبنيه إثر حرب اندلعت بين إسرائيل وحزب الله في صيف 2006، ومساعدة الحكومة اللبنانية في بسط سلطتها.
وبين الحين والآخر تقع مناوشات بين دوريات تابعة لليونيفيل وأنصار حزب الله، في منطقة عمليات القوة الأممية قرب الحدود في جنوب البلاد.
لكن تلك المناوشات نادرا ما تتفاقم وسرعان ما تحتويها السلطات اللبنانية.
قيادتها
في الـ28 من فبراير/شباط 2022 تولى اللواء الإسباني أرولدو لازارو القيادة كرئيس وقائد عام لليونيفيل خلفاً للإيطالي ستيفانو ديل كول.
ويقول موقع اليونيفيل إن لازارو يتمتع بخبرة دولية واسعة، بما في ذلك المشاركة بمهام في البوسنة والهرسك (مع قوة الحماية التابعة للأمم المتحدة)، وقوة تثبيت الاستقرار التابعة لحلف الناتو، وقوة العمليات السريعة التابعة للاتحاد الأوروبي.
كما خدم ثلاث مرات مع اليونيفيل، حيث عمل ضابط ارتباط للقطاع الشرقي في المقر العام لها عام 2011، ورئيس أركان القطاع الشرقي عام 2013، وقائد القطاع الشرقي في 2016.
عدد القوات
في قراره رقم ١٧٠١ (٢٠٠٦)، أذن مجلس الأمن الدولي بزيادة حجم قوات اليونيفيل إلى ما لا يزيد على ١٥٫٠٠٠ جندي.
ومنذ ذلك الحين ظل عديد اليونيفيل المنتشر ضمن هذا الحد الأقصى، حيث يبلغ حالياً أكثر من 10.500 جندي من ٤٩ بلداً. ويشمل ذلك حوالي ٨٥٠ جندي عاملين في القوة البحرية. إضافة إلى وجود نحو ١٫٠٠٠ مدني لبناني وأجنبي من حفظة السلام يعملون مع قوة اليونيفيل.
أين تتمركز اليونيفيل؟
تنتشر اليونيفيل في جنوب لبنان. منطقة عملياتها محددة بين نهر الليطاني شمالاً والخط الأزرق جنوباً. ويقع مقر قوة اليونيفيل في بلدة الناقورة. وإضافة إلى ذلك، تنتشر اليونيفيل بحراً (القوة البحرية) على امتداد الساحل اللبناني بأكمله.
هل وقعت خسائر في الأرواح؟
فقدت اليونيفيل ٣٣٥ عنصراً من أفرادها منذ عام ١٩٧٨ (حتى ٣١ مايو/أيار ٢٠٢٤).
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA==
جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية