يستضيف القمة الخليجية الأوروبية.. “مبنى يوروبا” مقر صنع القرار الأوروبي

في قلب العاصمة البلجيكية بروكسل، يقع مبنى “يوروبا”، الذي يعد المقر الرئيسي لكل من المجلس الأوروبي ومجلس الاتحاد الأوروبي.

وافتتح هذا المبنى المهيب في عام 2017 ليكون مركزًا لصناعة القرار في أوروبا، ويتميز بتصميمه المعماري الفريد والذي يعكس الوحدة والتنوع بين الدول الأعضاء.

الهندسة المعمارية والرمزية

صُمم مبنى يوروبا على يد المهندس المعماري البلجيكي فيليب سامين، الذي سعى إلى تحقيق رؤية معمارية تجسد قيم التعاون والانفتاح التي يتبناها الاتحاد الأوروبي.

يتكون المبنى من كتلة ضخمة شفافة من الزجاج، تضم داخلها هيكلًا يشبه الفانوس المضيء، وهو رمز للانفتاح والشفافية، ويتكون المبنى من 13 طابقًا فوق الأرض و3 طوابق تحت الأرض.

الواجهة الخارجية مزينة بألواح زجاجية تحتوي على إطارات خشبية معاد تدويرها من مختلف الدول الأعضاء، كإشارة إلى التنوع الثقافي والبيئي في أوروبا.

بينما يحتوي الجزء الداخلي من المبنى على قاعات اجتماعات حديثة مجهزة بأحدث وسائل التكنولوجيا، إضافة إلى مناطق استقبال واسعة مصممة لاستيعاب الاجتماعات الرسمية والفعاليات الكبرى.

رمزية الوحدة والتكامل

لا تقتصر أهمية مبنى يوروبا على كونه مكانًا للاجتماعات واتخاذ القرارات فقط، بل هو أيضًا رمز للتكامل الأوروبي. تم تصميم المبنى ليعكس القيم التي يتبناها الاتحاد الأوروبي، مثل الديمقراطية، الشفافية، والتعاون بين الدول الأعضاء.

والفانوس المضيء في وسط المبنى يرمز إلى القيادة المشتركة لأوروبا، التي تهدف إلى إضاءة الطريق أمام مستقبل مشترك.

بالإضافة إلى التصميم الجمالي، يتميز مبنى يوروبا بكونه صديقًا للبيئة. فقد تم استخدام مواد معاد تدويرها في عملية البناء، كما أن هناك نظامًا متكاملًا للطاقة المستدامة داخل المبنى، مما يعكس التزام الاتحاد الأوروبي بقضايا البيئة والاستدامة.

الأدوار والوظائف

يمثل مبنى يوروبا القلب النابض للعمل السياسي والدبلوماسي في الاتحاد الأوروبي، حيث يحتضن المقر اجتماعات رؤساء الدول والحكومات ضمن المجلس الأوروبي، والذي يجتمع لمناقشة قضايا السياسة العامة للاتحاد.

ويعقد مجلس الاتحاد الأوروبي اجتماعاته بانتظام في هذا المقر، حيث يجتمع وزراء الدول الأعضاء لمناقشة التشريعات والسياسات الأوروبية.

مركز الحوار الأوروبي

بفضل هندسته المتميزة ووظيفته الحيوية، أصبح مبنى يوروبا ليس مجرد مبنى سياسي، بل منصة للحوار الأوروبي، حيث تتلاقى فيه أصوات وزراء ورؤساء الدول والمفكرين والخبراء.

وتستمر فيه النقاشات حول قضايا الاتحاد الأوروبي الكبرى، من الاقتصاد إلى الهجرة، ومن التغير المناخي إلى الأمن الدولي.

أبرز القمم

مبنى يوروبا استضاف العديد من القمم التي شكلت مسار السياسة الأوروبية والدولية، ولم تقتل هذه القمم على قضايا الاتحاد الأوروبي الداخلية فقط، بل امتدت لتشمل العلاقات مع العالم الخارجي، من قضايا التجارة والمناخ إلى الأمن والهجرة، مما جعل من مبنى يوروبا مركزًا لصنع القرارات المصيرية.

ومن بين أبرز القمم التي استضافها المبنى، سلسلة قمم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقمة جائحة كورونا، وقمة المناخ الأوروبية، وقمة العلاقات مع الصين والولايات المتحدة، وقمة الأزمة الأوكرانية، وقمة الأمن والدفاع الأوروبي.