كشفت شركة “هيونداي موتور” عن سيارة جديدة تعمل بالهيدروجين تحت اسم “إنيتيوم” (Initium)، والمتوقع إطلاقها في النصف الأول من العام المقبل ضمن استراتيجيتها لتعزيز الاعتماد على الوقود النظيف.
السيارة الجديدة، التي أُزيح عنها الستار يوم الخميس، تتمتع بمدى قيادة يتجاوز 650 كيلومتراً (404 أميال) بشحنة واحدة من الوقود، متفوقة على مدى سيارة “نيكسو” (Nexo) الذي يصل إلى 609 كيلومترات، وتُعتبر أول سيارة رياضية متعددة الاستخدامات تعمل بالهيدروجين من صُنع الشركة الكورية الجنوبية، وفقاً لبيان “هيونداي”. وأفادت الشركة بأن “إنيتيوم” يمكنها أيضاً الاتصال بشبكة الكهرباء المنزلية، لتعمل كمصدر طاقة احتياطي عند الحاجة.
وبينما يشهد الطلب على السيارات الكهربائية تباطؤاً، أكد الرئيس التنفيذي للشركة جايهون تشانغ للصحفيين أن تبني السيارات ذات المحركات الكهربائية على نطاق واسع مجرد مسألة وقت. وأضاف خلال حفل الإطلاق في “استوديو هيونداي موتور” بمدينة غويانغ شمال سيؤول أن السيارات الهيدروجينية “إنها ليست مربحة، لكننا نواصل العمل على تطويرها كجزء من مسؤوليتنا تجاه مستقبل الطاقة النظيفة”.
هدف الحياد الكربوني
لم تنتشر السيارات الهيدروجينية بشكل كبير حتى الآن، نظراً لصعوبة الإنتاج التجاري واسع النطاق للهيدروجين من مصادر الطاقة المتجددة، بجانب التحديات المتعلقة بالنقل والتخزين والتوزيع، لكن “هيونداي” تواصل تركيز جهودها على هذا الوقود البديل الخالي من الكربون.
على هامش يوم المستثمرين في أغسطس الماضي، تعهدت “هيونداي” باستثمار حوالي 4 مليارات دولار خلال العقد المقبل لتطوير تكنولوجيا الهيدروجين بهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2045، وهذا يشمل كافة مراحل الإنتاج والتشغيل.
ومنذ إطلاق سيارة “نيكسو” عام 2018، ظلت “هيونداي” من أبرز داعمي تكنولوجيا الهيدروجين، بينما اتجهت معظم شركات صناعة السيارات العالمية نحو التركيز على السيارات الكهربائية العاملة بالبطاريات.
وتتمتع السيارات الهيدروجينية ببعض المزايا مثل إعادة التزود بالوقود بسرعة أكبر ومدى قيادة أطول، إلا أن معظم الأبحاث تشير إلى أن السيارات الكهربائية العاملة بالبطاريات هي الخيار الأسرع والأقل تكلفة لخفض الانبعاثات في سيارات الركاب، بينما قد يكون استخدام الهيدروجين أكثر ملاءمة للسيارات التجارية الثقيلة.
دور الهيدروجين في قطاع السيارات
ترى “هيونداي” أن الهيدروجين يمكن أن يلعب دوراً رئيسياً في قطاع السيارات التجارية، حيث إن كثافة تخزينه العالية توفر ميزة من حيث الوزن والمدى مقارنة بالسيارات العاملة بالبطاريات، وفقاً لتصريحات جيم بارك، رئيس تطوير الأعمال في قطاع السيارات التجارية والهيدروجين بأميركا الشمالية، في مقابلة مع “بلومبرغ” بداية الشهر الحالي.
وخلال الفترة من يناير إلى سبتمبر، شكلت مبيعات السيارات الهيدروجينية أقل من 0.5% من إجمالي عمليات التسليم المحلية الخاصة بـ”هيونداي”، بواقع حوالي 2400 وحدة، وفقاً لبيانات الشركة. وهذا يُقارن بنحو 30942 وحدة من السيارات الكهربائية العاملة بالبطاريات التي بيعت محلياً خلال نفس الفترة، وشهدت مبيعات السيارات الهيدروجينية والكهربائية انخفاضاً بنحو 37% لكل منهما مقارنة بالعام الماضي.
المصدر: صحيفة اقتصاد الشرق