هل يهدد «البروتين الزائد» صحة الكلى؟ حقائق قد تفاجئك

الكلى من الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان والتي تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على التوازن الداخلي للجسم، ومن بين التساؤلات الشائعة في السنوات الأخيرة ما إذا كان تناول «البروتين الزائد» يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة الكلى، حيث تثار هذه المخاوف خاصة مع تزايد الإقبال على الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين مثل «الكيتو» أو الأنظمة التي يتبعها الرياضيون لبناء العضلات، وتدور نقاشات عديدة بين الخبراء حول حقيقة هذا الأمر وما إذا كانت الكلى قادرة على التعامل مع هذه الكميات الكبيرة من البروتين على المدى الطويل، وهو ما يجعل هذا الموضوع من القضايا الصحية المهمة التي تستحق التوضيح والبحث.
دور الكلى في الجسم
الكلى هي بمثابة «مصفاة طبيعية» تعمل على التخلص من الفضلات والسموم الناتجة عن عمليات الأيض المختلفة، كما تساعد على تنظيم مستوى الأملاح والمعادن والسوائل داخل الجسم، وتلعب أيضًا دورًا رئيسيًا في التحكم في ضغط الدم وإنتاج بعض الهرمونات المهمة، وعندما تستهلك كميات كبيرة من البروتين، فإن الكلى تبذل جهدًا إضافيًا للتخلص من نواتج تكسيره مثل «اليوريا» و«الكرياتينين»، وهذا ما يجعل البعض يعتقد أن البروتين الزائد قد يضع عبئًا إضافيًا على الكلى ويؤدي إلى إنهاكها مع مرور الوقت.
البروتين والأنظمة الغذائية الحديثة
شهدت العقود الأخيرة انتشارًا واسعًا للأنظمة الغذائية التي تعتمد على تناول كميات مرتفعة من البروتين، حيث ينظر إليه على أنه العنصر الأساسي لبناء العضلات وتعزيز الشعور بالشبع والمساعدة في فقدان الوزن، ومع ذلك فإن التساؤل يظل مطروحًا حول ما إذا كانت هذه الكميات الكبيرة آمنة بالنسبة للكلى على المدى الطويل، وقد أظهرت بعض الدراسات أن الأفراد الأصحاء الذين لا يعانون من مشاكل مسبقة في الكلى يمكنهم التعامل مع نسب مرتفعة من البروتين دون حدوث أضرار مباشرة، لكن في المقابل أشارت أبحاث أخرى إلى أن الاستهلاك المزمن للبروتين بكميات تفوق احتياجات الجسم قد يرفع من خطر إصابة الكلى بمشكلات مستقبلية.
هل البروتين الزائد يسبب تلف الكلى؟
الحقيقة أن العلاقة بين البروتين وصحة الكلى ليست بسيطة كما يعتقد البعض، ففي الأشخاص الأصحاء عادة لا يسبب البروتين الزائد فشلًا كلويًا مباشرًا، إلا أن الإفراط في تناوله قد يزيد من معدل الترشيح الكبيبي وهو ما قد يشكل ضغطًا إضافيًا على الكلى بمرور الوقت، أما لدى الأشخاص الذين يعانون أصلًا من أمراض الكلى أو لديهم تاريخ عائلي مع الفشل الكلوي، فإن تناول البروتين بكميات كبيرة قد يكون خطيرًا بالفعل، حيث يؤدي إلى تسارع تدهور الحالة الصحية وزيادة احتمالية الوصول إلى مراحل متقدمة من أمراض الكلى.
علامات تستدعي القلق
هناك علامات قد تشير إلى أن الكلى تعاني من مشكلات نتيجة الإجهاد المستمر مثل الشعور بالتعب المستمر، أو تورم القدمين واليدين، أو ظهور رغوة في البول، أو ارتفاع ضغط الدم بصورة غير مبررة، وهذه الأعراض إذا ظهرت عند شخص يتناول كميات كبيرة من البروتين، فقد تكون دلالة على أن الكلى لا تتحمل العبء الزائد، وهنا ينبغي استشارة الطبيب على الفور لإجراء الفحوصات اللازمة.
الاعتدال هو الحل
من المهم أن نتذكر أن الكلى تعمل بكفاءة عالية لكنها ليست آلة لا تنهك، والاعتدال في تناول البروتين يعد هو الخيار الأفضل للحفاظ على صحتها، فالجسم يحتاج إلى كميات مناسبة تتراوح ما بين 0.8 إلى 1.2 جرام من البروتين لكل كيلو جرام من وزن الجسم للأشخاص العاديين، بينما قد تزيد النسبة قليلًا للرياضيين أو الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا عاليًا، لكن تخطي هذه الكميات بشكل كبير ولمدة طويلة قد يضع عبئًا غير ضروري على الكلى.
نصائح لحماية الكلى مع تناول البروتين
لحماية الكلى أثناء اتباع نظام غذائي غني بالبروتين، ينصح بشرب كميات كافية من الماء للحفاظ على الترطيب الجيد والمساعدة في التخلص من الفضلات، كما يُفضل توزيع البروتين على وجبات متعددة بدلًا من تناوله بكميات كبيرة دفعة واحدة، وينبغي كذلك التركيز على مصادر البروتين الصحية مثل الأسماك والبقوليات والبيض والدواجن بدلًا من الإفراط في اللحوم الحمراء المصنعة، مع متابعة دورية لوظائف الكلى خاصة لدى من لديهم تاريخ عائلي لأمراض الكلى.
تبقى الكلى من أعظم نعم الله على الإنسان حيث تقوم بمهام معقدة ودقيقة للحفاظ على صحة الجسم، والإفراط في البروتين قد لا يكون مضرًا للجميع لكنه قد يشكل خطرًا حقيقيًا على بعض الفئات، لذلك فإن التوازن والاعتدال يظلان هما القاعدة الذهبية للحفاظ على الكلى قوية وسليمة، ومن المهم أن يظل الفرد واعيًا بأن أي نمط غذائي غير متوازن قد يؤثر سلبًا على أعضاء الجسم الحيوية على المدى الطويل.
نقلاً عن : القارئ نيوز
تعليقات