هل المهر المرتفع يحفظ حق الفتاة أم يعقّد الزواج؟.. الإفتاء تشرح التفاصيل

أكدت الدكتورة هند حمام، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن المغالاة في المهر تُعد أحد أسباب تعقيد الزواج وانتشار ظواهر اجتماعية سلبية مثل العنوسة وعزوف الشباب عن الارتباط، مشددة على أن المهر إذا خرج عن حدود المعقول والقدرة، يتحول من حق إلى عبء.

جاء ذلك خلال حوارها مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج «حواء» المذاع على قناة الناس، حيث تناولت فيه حدود المهر الشرعي وضوابطه ومتى يُعد مغالاة.

المهر المبالغ فيه صورة من صور التعنت

أوضحت الدكتورة هند حمام أن المغالاة في المهر تُعد نوعًا من التعنت والتشدد في الزواج، الأمر الذي ينعكس سلبًا على المجتمع ويؤدي إلى تأخر سن الزواج وصعوبة الحلال.

وأضافت أن المهر الذي يكون ضمن حدود القدرة والمتعارف عليه في المجتمع لا يُعد مغالاة، موضحة أن ولي أمر الفتاة ينبغي أن يراعي ظروف الطرف الآخر ويتفق معه على قدر مناسب يليق بظروفهما الاجتماعية والمادية.

التوجيه النبوي يدعو إلى التيسير

بيّنت أمينة الفتوى أن السنة النبوية الشريفة تحث على تيسير الزواج وتجنب المبالغة في الأمور المادية، مستشهدة بحديث النبي ﷺ: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير».

وأكدت أن التيسير في الزواج هو باب للبركة والاستقرار الأسري، وأن التشدد في الماديات قد يُفقد الزواج روحه الحقيقية المبنية على المودة والرحمة.

الكرامة الحقيقية في الدين والخلق

وشدّدت الدكتورة هند على أن الضمان الحقيقي لكرامة الفتاة ليس في المال أو المهر المرتفع، بل في حُسن اختيار الزوج الصالح الذي يتقي الله فيها.
وأضافت أن الدين والخلق هما الأساس الذي تُبنى عليه العلاقة الزوجية الناجحة، لا الأوراق المالية أو الشيكات.

البركة في اليسر لا في الكثرة

واختتمت أمينة الفتوى حديثها بالتأكيد على أن المغالاة في المهر هي كل ما يؤدي إلى عزوف الشباب عن الزواج أو يصعّب طريق الحلال، مشيرة إلى أن أكثر الزواج بركة هو ما كان أيسره، فالتيسير في البداية يجلب السعادة والاستقرار للأسرة الجديدة.