نقاط اللاعودة المناخية.. هل يقترب كوكب الأرض من مرحلة الانهيار البيئي؟

نقاط اللاعودة المناخية.. هل يقترب كوكب الأرض من مرحلة الانهيار البيئي؟

ربما تكون الأرض على وشك تجاوز عدة نقاط تحول في تغير المناخ، قد تكون لها عواقب وخيمة لا رجعة فيها، حيث حذر علماء المناخ من أن الأرض تقترب من تجاوز سلسلة من “نقاط التحول” المناخية الحرجة، التي تدفع الكوكب إلى تغييرات لا رجعة فيها، ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية نتيجة النشاط البشري’ كما تتزايد المخاوف من أن يؤدي تجاوز هذه العتبات إلى اضطرابات بيئية متسلسلة تهدد النظم الطبيعية والبشرية على حد سواء.

 إليك كل ما تحتاج لمعرفته حول هذه “نقاط اللاعودة”، وفقاً لما ذكره موقع live science.

ما هي نقاط التحول المناخي؟

تتمثل نقاط التحول في الغلاف الجليدي والمحيطات والغابات، يؤدي تجاوزها إلى تغيرات دائمة لا يمكن عكسها. وعندما تُكسر هذه العتبات، تبدأ “حلقة تغذية راجعة” تُفاقم من الظاهرة نفسها، ما يجعل العودة إلى الحالة السابقة شبه مستحيلة، ومن أبرز هذه النقاط: انهيار الصفائح الجليدية القطبية، وذوبان التربة الصقيعية، وموت الغابات المطرية على نطاق واسع.

حلقات التغذية الراجعة

تنتج هذه الحلقات عندما تؤدي انبعاثات غازات الدفيئة إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، مما يُطلق مزيدًا من الغازات بدوره، فيتضاعف الاحترار، على سبيل المثال، ذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي يقلل من قدرة الأرض على عكس ضوء الشمس، ما يؤدي إلى امتصاص حرارة أكبر وتسارع الاحترار وهي ظاهرة تُعرف بـ”تضخم القطب الشمالي”.

ذوبان التربة الصقيعية

في القطب الشمالي، تحتوي التربة الصقيعية على كميات هائلة من الكربون. ومع ارتفاع درجات الحرارة، تذوب هذه التربة وتُطلق الكربون والميثان إلى الغلاف الجوي، مما يزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري، وقد أشارت دراسة عام 2024 إلى أن ذوبان هذه التربة يغيّر تدفق الأنهار ويُسرّع إطلاق الغازات، في دورة متصاعدة من الاحترار.

ذوبان التربة الصقيعية

انهيار الصفائح الجليدية

تشهد صفائح جرينلاند وغرب القارة القطبية الجنوبية ذوبانًا متسارعًا منذ التسعينيات، ما يهدد بارتفاع كارثي في منسوب البحار، وتُظهر الأبحاث أن درجة احترار تبلغ 1.5 مئوية فقط قد تكون كافية لتجاوز نقطة اللاعودة في هذه الصفائح.
كما يمكن لانهيارها أن يؤثر في التيار المحيطي الأطلسي، الذي ينظم المناخ في نصف الكرة الشمالي، مما قد يؤدي إلى تبريد حاد في أوروبا وشمال الأطلسي.

غابات الأمازون

كانت غابات الأمازون تُعرف بـ”رئة الأرض”، لكنها أصبحت اليوم تُطلق كربونًا أكثر مما تمتصه، بحسب دراسة نُشرت في مجلة Nature عام 2021، ويؤدي ذلك إلى الحرائق وإزالة الغابات لأغراض الزراعة والصناعة، مما جعلها عرضة للجفاف والاحتراق، ودفعها نحو نقطة تحول قد تُحوّلها إلى أراضٍ عشبية جافة خلال قرن.

 كيف يمكن تجنّب الكارثة؟

رغم أن تجاوز بعض نقاط التحول قد يبدو وشيكًا، فإن الحل ما زال ممكنًا: خفض انبعاثات الكربون على الفور، فكل عام من التأخير يزيد المخاطر والتكاليف. وكما قال البروفيسور ويليام ريبل، أحد مؤلفي تقرير حالة المناخ لعام 2025: “يمكننا الحد من الضرر إذا تصرفنا وكأننا في حالة طوارئ حقيقية.”

نقلاً عن : الجمهور الاخباري

مها أحمد، كاتبة متميزة في قسم المنوعات، تمتلك موهبة في تقديم محتوى متنوع وجذاب يلامس اهتمامات القراء في مختلف المجالات. من خلال أسلوبها السلس والإبداعي، تغطي مها مواضيع شاملة تتراوح بين الثقافة والفن، الصحة، السفر، ونمط الحياة. تسعى مها إلى تقديم مقالات ممتعة ومفيدة تضيف قيمة إلى تجربة القارئ اليومية، وتعكس شغفها بنقل الأفكار الجديدة والنصائح العملية التي تهم كل أفراد الأسرة.