أطلقت منظمات دولية جرس إنذار بشأن نفاد موارد تمويل المساعدات الإنسانية، فيما احتدمت المعارك بين فرقاء السودان على الجبهات.
وقال شهود عيان “العين الإخبارية”، اليوم الاثنين، إن وتيرة المواجهات العسكرية تصاعدت في جبهات أم درمان والخرطوم وبحري، ودارفور.
وأوضحت مصادر عسكرية، أن قوات الدعم السريع، واصلت قصف مدينة أم درمان، بالقذائف والراجمات والصواريخ.
وحسب المصادر العسكرية، فإن القصف أسفر عن تدمير منازل جزئيا وكليا في أحياء مدينة أم درمان.
محور مدينة الخرطوم
وطبقا للمصادر العسكرية، فإن الجيش السوداني، قصف منطقة “السوق المركزي”، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان في السماء.
وحسب المصادر العسكرية، فإن منطقة “السوق المركزي”، أصبحت بؤرة نشطة لعناصر قوات “الدعم السريع” لبيع السلاح والوقود والمخدرات.
محور مدينة بحري
كما أشارت المصادر العسكرية، إلى أن مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، شهدت صباح اليوم، مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني، وقوات “الدعم السريع”، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وبينما أفادت منصات إعلامية تابعة لقوات “الدعم السريع”، بتحرير معسكر “حطاب” شرقي مدينة بحري واستلام أسلحة وذخائر، ذكرت منصات إعلامية أخرى تتبع للقوات المسلحة، أن عناصر الجيش السوداني، كبدت قوات “الدعم السريع”، خسائر في الأرواح، واستلام 4 شاحنات وقود وعربات قتالية.
محور دارفور
وفي دارفور غربي السودان، أعلن المتحدث الرسمي باسم منسقية النازحين واللاجئين في الإقليم، مساء الأحد، مقتل 4 نازحين على الأقل، وإصابة العشرات إثر غارات جوية نفذها الجيش السوداني استهدفت أحياء سكنية ومخيما مكتظا في مدينة زالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور.
ومنذ نهاية العام الماضي، تسيطر قوات “الدعم السريع” على 6 محليات في وسط دارفور، بما في ذلك عاصمة الولاية مدينة زالنجي، بينما تسيطر حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور على 3 محليات تقع في منطقة جبل مرة.
وقال المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين، آدم رجال، في بيان اطلعت عليه “العين الإخبارية”، إن مدينة زالنجي تعرضت لقصف بواسطة الطيران الحربي التابع للجيش، مما تسبب في مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين يقيمون في معسكر خمس دقائق.
وأوضح أن القصف طال كذلك حي الكرانك ولم يصب أي أهداف عسكرية، بل طال الأحياء السكنية، مما أدى إلى إزهاق أرواح المدنيين الأبرياء.
وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وسع الجيش السوداني نطاق هجومه الجوي على إقليم دارفور، حيث تسيطر قوات “الدعم السريع” على 4 ولايات من أصل 5، وهي جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور. وتسبب القصف الجوي في مقتل أعداد كبيرة من المدنيين وتدمير منازل ومرافق خدمية.
وفي ظل استمرار العمليات الجوية للجيش، طالبت سياسية وحركات مسلحة بضرورة فرض حظر جوي على الطيران التابع للجيش السوداني ومنع استهداف.
تواصل معاناة النازحين
وأبلغ آدم رجال “العين الإخبارية”، بتواصل معاناة النازحين في مخيمات دارفور لأكثر من عقدين من الزمان، حيث يتعرضون بشكل متكرر لعمليات قصف جوي ومدفعي متعمد، خاصة خلال النزاع المستمر منذ 15 أبريل/نيسان 2023، الذي أسفر عن سقوط ضحايا أبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، ولا تزال الأطراف المتصارعة تستهدف المدنيين بشكل منهجي.”
وأضاف، “تقوم قوات الدعم السريع بالقصف المدفعي العشوائي ضد النازحين في مخيم أبو شوك، وكذلك ضد المدنيين في مدينة الفاشر، مما أسفر عن مقتل المئات من المدنيين الأبرياء.”
وتابع أن “الجيش السوداني ارتكب سلسلة من الانتهاكات الجسيمة ضد حقوق الإنسان منذ عام 2003، حيث أجبر المدنيين على النزوح من قراهم ومناطقهم في دارفور باستخدام القصف الجوي والأسلحة الثقيلة، ولا يزال يستمر في هذه الانتهاكات، كما حدث مؤخرا في مخيم زمزم بشمال دارفور، ومساء أمس قصفت مقاتلات الجيش مخيما (بمدينة زالنجي بولاية وسط دارفور، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 3 آخرين.”
ولم يصدر تعليق فوري من الجيش السوداني، أو قوات “الدعم السريع”، حول استمرار المواجهات العسكرية والقصف العشوائي في الخرطوم وأم درمان وبحري ودارفور.
ودمرت الحرب سبل عيش ملايين السودانيين، بمن في ذلك العاملون في قطاع الزراعة والرعي التي يعمل فيها 80% من القوى العاملة في البلاد، نتيجة لتوسع نطاقها مصحوبا بالهجمات العشوائية على المدنيين.
وفاقمت الحرب من حدة الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور، خاصة في مخيمات النازحين، إثر تسبب الاشتباكات الناجمة عنها في تعطيل وصول المساعدات الإنسانية الدولية إلى الإقليم.
نضوب التمويل الدولي
ومع تصاعد وتيرة الحرب، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في السودان “أوتشا”، إن موارد تمويل خطة الاستجابة الإنسانية آخذ في النضوب، في ظل استمرار تدفق المساعدات عبر معبر “أدري” الحدودي مع تشاد.
ووافقت الحكومة السودانية على فتح المعبر الذي يربط ولاية غرب دارفور الخاضعة تحت سيطرة قوات “الدعم السريع” مع تشاد، لإيصال الإغاثة بعد أشهر طوال من الرفض.
وقال مكتب “أوتشا” في بيان “رغم إحراز تقدم على معبر أدري، فإن موارد التمويل آخذة في النضوب، وهناك حاجة ماسة إلى التمويل الإنساني لدعم سلسلة الإمدادات.”
وأوضح أن 59 شاحنة تحمل مواد طبية وتغذية ومأوى طارئ ومستلزمات منزلية أساسية إلى 195 ألف شخص، عبرت من تشاد إلى دارفور عبر معبر أدري، خلال الفترة من 20 إلى 30 أغسطس/آب الماضي.
وأعلن استمرار تجهيز 128 شاحنة أخرى تحمل مساعدات إلى 355 ألف شخص، للعبور للسودان في الأيام والأسابيع المقبلة لضمان تدفق الإمدادات بشكل ثابت.
وأوضح المكتب بأنه جرى تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لهذا العام بنسبة 41% فقط حيث تتطلب الخطة 2.7 مليار دولار.
ويعاني 25.6 مليون سوداني من الجوع الحاد، حيث يعيش المتضررين من النزاع خاصة في الخرطوم والجزيرة ودارفور وكردفان في أوضاع غاية في القسوة، بينما أُعلن عن مجاعة في مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور.
وقال المكتب إن 150 شريكا إنسانيا يسابقون الزمن لمنع المجاعة من الانتشار.
وأضاف: “هناك حاجة إلى تمويل عاجل لشراء المزيد من الإمدادات لتمكين العاملين في المجال الإنساني من تنفيذ عملية واسعة النطاق للوقاية من المجاعة والاستجابة لها.”
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية