«من التهميش إلى الإعمار».. مؤتمر عالمي يضع جنوب ليبيا على مسار التنمية

«من التهميش إلى الإعمار».. مؤتمر عالمي يضع جنوب ليبيا على مسار التنمية


في حدث يحمل علامة فارقة في تاريخ ليبيا، تشهد سبها، عاصمة إقليم فزان بالجنوب الليبي، الخميس، انطلاق مؤتمر إعادة إعمار الجنوب الذين ينظمه صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا تحت شعار “من التهميش إلى الإعمار”.

الحدث الذي يستضيفه “قصر فزان للمؤتمرات”، يوصف بأنه أحد أكبر وأهم الأحداث التاريخية في ليبيا؛ لما يستهدفه من تحويل المنطقة الجنوبية التي يشكو سكانها من قلة التنمية بها، وكانت مرتعا للإرهاب والعصابات الإجرامية في السنين الأخيرة، إلى مقر للمشاريع الكبرى والجاذبة للسكان وللاستثمار المحلي والأجنبي.

ودعا صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا، في بيان، إلى المشاركة في المؤتمر الأول لإعمار الجنوب، معتبرا أن الحدث استثنائي، وستظهر تفاصيله لكل الليبيين من عاصمة الجنوب سبها.

واستبق رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان، أسامة حماد، انعقاد المؤتمر بالقيام بجولة في المنطقة الجنوبية، الأربعاء، وافتتاح مستشفى النساء والولادة في مدينة سبها، وكذلك فندق بيت سبها بعد تطويره، وفق ما جاء في بيانات للحكومة على صفحتها الرسمية بموقع “فيسبوك”.

ومن المنتظر أن يشارك في المؤتمر وفود عربية ودولية رفيعة المستوى، خاصة بعدما نجح المؤتمر الدولي لإعادة إعمار درنة (شمال شرق) والمناطق المتضررة من الفيضانات، فبراير الماضي، في جذب وفود شركات عربية ودولية من أكثر من 26 دولة، لتنطلق مسيرة الإعمار والتنمية.

المؤتمر العالمي لإعمار ليبيا

ترتيبات المؤتمر

ويصف رئيس اللجنة التحضيرية العليا لمؤتمر إعمار الجنوب، عقيلة العبار، في كلمة له، المؤتمر بأنه “الأول من نوعه في الجنوب، واللبنة الأولى لإطلاق قطار الإعمار الذي يشرف عليه الصندوق من جميع النواحي العلمية والفنية واللوجستية”.

وأضاف أنه “سيُعقد على هامش المؤتمر مهرجان فسيفساء الجنوب الخاص بعرض ثراء ورفعة هذه المنطقة وتعايشها”.

إعمار الجنوب

اللافت للنظر أن المنطقة التي تشهد هذا النشاط المكثف للبناء، هي ذاتها التي كانت مركزا للإرهاب والدمار والتفجير والخراب منذ عام 2011، كما يحمل عنوان المؤتمر “من التهميش إلى الإعمار” استجابة لشكاوى السكان من نقص الخدمات الحكومية، مثل إمدادات الوقود والمستشفيات والأدوية، بجانب تهالك البنى التحتية وإهمال الصيانة والتطوير.

ووفق مختصين في الشأن الليبي، فإن ما أدى للتحول في واقع المنطقة، هو الأمن الذي فرضه الجيش الليبي منذ أطلق معارك “عملية الكرامة” ضد الجماعات الإرهابية في عام 2014، والتفاف القبائل الليبية حوله؛ ما هيأ المناخ الجاذب للاستثمار هناك.

كما أطلقت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب عملية إعادة إعمار الجنوب، فبراير/ شباط الماضي، وتتضمن تطوير وبناء عدد من المشروعات وصيانة البنى التحتية، وعلى إثر ذلك توافدت الشركات المحلية والأجنبية على مدن الجنوب، للبدء في مشاريع الإعمار والتنمية في جميع المرافق والقطاعات.

أولويات الإعمار

عن أولويات مشروعات الإعمار، وضَّح المستشار أحمد النمر، مسؤول متابعة المشروعات بصندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، لـ”العين الإخبارية”، في تصريحات سابقة، أن “الإعمار في الجنوب والشرق مبني على خطة استراتيجية للأهم قبل المهم، بداية من الصحة والتعليم والمرافق، وصولا فيما بعد إلى التنمية السياحية والاستثمار، خاصة أن البنية التحتية في جميع أنحاء ليبيا متهالكة، ومشروعات الإعمار تهدف لإعادة بنائها وفقا للمعايير العالمية”.

وشدد النمر على أن قطار الإعمار “سيستمر إلى أن يتم استكمال جميع احتياجات المواطنين في الجنوب”، مؤكدا أن صندوق التنمية وإعادة الإعمار سيعمل كذلك على تنمية الكوادر البشرية، خاصة الطبية، كما يستهدف أن تكون مدينة مرزق أول مدينة ذكية بالطاقة الشمسية بالكامل، ويعمم ذلك فيما بعد على بقية المدن.

aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز FI

مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *