منها عودة المهجرين.. خطوات مقبلة لدوام الصلح بين أهالي مرزق الليبية

منها عودة المهجرين.. خطوات مقبلة لدوام الصلح بين أهالي مرزق الليبية


بعد نجاح توقيع ميثاق للمصالحة بين العرب والتبو في مدينة مرزق بجنوب ليبيا، ينتظر السكان تنفيذ خطوات ما بعد التوقيع؛ لضمان عدم تجدّد الخلافات التي تسببت في 5 سنوات من القتال والتهجير.

وعن الخطوات المقبلة لوضع الميثاق محل التنفيذ، يقول الحاج علي أكتلة، أحد شيوخ وأعيان مدينة مرزق الموقّعين على الميثاق، لـ”العين الإخبارية”، إن هناك خطوات قريبة سترعاها الحكومة ومجلس النواب والقوات المسلحة، الذين أشرفوا على توقيع المصالحة، مثل النظر في الدعاوى القضائية المرفوعة، وكشف مصير المختفين من أبناء المدينة، وعودة المهجَّرين، وقياس رد الفعل والظروف بعد التوقيع.

وأشار إلى أن عودة المهجَّرين من خارج المدينة إلى منازلهم “ستبدأ فور انتهاء صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا من صيانة المباني المدمّرة نتيجة الحرب، سواء المنازل أو المستشفيات أو المدارس والجامعة والبنية التحتية، وستكون عودة جماعية تتولّى القوات المسلحة تأمينها، وهي أمور تم التوافق المبدئي عليها، وسيتواصل النقاش بشأنها”.

وعبّر عن أمله في أن تكون المصالحة “نهائية”، سواء ما يخص مدينة مرزق أو أزمة ليبيا عامة، يقول أكتلة: “كفانا قطيعة.. كفانا توترا بين المدن وبين الناس.. والهدف أن نعيش في مصالحة نهائية، وأن يعيش الناس في وئام وسلام”.

وشهد الخميس 5 سبتمبر/ أيلول مفاجأة سارة لليبيين، إذ جرى التوقيع على ميثاق هدنة المصالحة الشاملة بين التبو والعرب في مدينة مرزق، على هامش انعقاد “المؤتمر الأول لإعمار الجنوب” في مدينة سبها، بحضور ورعاية رئيس الوزراء بالحكومة المكلفة من البرلمان أسامة حماد، ورئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، والقائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.

من كواليس المؤتمر الأول لإعمار الجنوب

وتعود أزمة مدينة مرزق، الواقعة في أقصى الجنوب الليبي، لعام 2019 الذي شهد تعرّض المدينة لهجومٍ من قوات عابرة للحدود تحت غطاء قبلي؛ ما أسفر عن اشتباكات بين مكونات المدينة.

وأسفرت الاشتباكات حينها عن وفيات وإصابات، إضافة لتهجير نحو 5 آلاف أسرة إلى خارجها، بعضهم لجأ للمدن المجاورة، والبعض الآخر توجّه إلى مدن بشمال شرق البلاد، مثل بنغازي، فيما تتواصل من وقتها محاولات جهات محلية ودولية للصلح بين المكونات وإعادة المهجَّرين.

تعهد بالمزيد

أكد رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، أسامة حماد، العزم على رعاية ميثاق المصالحة، واستكمال بنوده الموقّعة، وتنفيذها على أرض الواقع بعد حصر الأضرار بالمدينة، وجبر الضرر، وإطلاق مشروعات الإعمار والتنمية.

وفي بيان له بهذا الخصوص، نشره عبر حسابه على منصة “إكس”، الجمعة، أضاف حماد: “كما تعهدنا بأن تكون مرزق لؤلؤة التقدم والتطور والازدهار في جنوبنا الحبيب”، معتبرا أن ليبيا “على أعتاب مرحلة جديدة” من تاريخها، وأن “هدفها الرئيسي تحقيق الأمن والسلام والاستقرار، مع الحفاظ على الثوابت الراسخة والقيم النبيلة، وتكون مرزق، بسلام أهلها الشجعان وصمود قلعتها على مر الزمان، شاهد عيان على تنفيذنا لكل تعهداتنا”.

من كواليس المؤتمر الأول لإعمار الجنوب

بنود الميثاق

ويتضمّن ميثاق المصالحة التزام الطرفين بوقف الأعمال العدائية، وتفعيل الحوار لحل النزاعات بشكل سلمي، وتحديد شروط واضحة لوقف النزاع، وضمانات للامتثال، وآليات لمتابعة تنفيذ الهدنة.

كما يتضمن بنودا حول حصر الأضرار والخسائر الناجمة، وتعويض المتضررين وجبر الضرر؛ تحقيقا للسلام بالمدينة بعد سنوات من الصراع، وفق ما جاء في بيان للحكومة، نشرته عبر صفحتها على موقع “فيسبوك”، مساء الخميس 5 سبتمبر/أيلول الجاري.

ترحيب المهجَّرين

من جانبها، أصدرت “جمعية الميثاق لعائلات أهل مرزق المدينة”، بيانا، ثمّنت فيه دور الجيش الوطني الليبي في حفظ الأمن وبسط هيبة الدولة، بجانب ما تقوم به الحكومة وصندوق تنمية وإعمار ليبيا، وفق بيان لها.

من كواليس المؤتمر الأول لإعمار الجنوب

وأكد البيان الدعوة للسلم والصلح وعمارة الأرض ونهضتها، بما يتفق مع الشريعة الإسلامية، وبما يحفظ حرية وكرامة الناس في بلادهم.

وشدد في الوقت نفسه على أن السير نحو مصالحة شاملة “لا يعني حصول مصالحة مع من اعتدى وقتل وخطف وهجَّر أهل مدينة مرزق، إنما هو تأكيد على تحقيق المصالحة الوطنية، وفق القواعد الشرعية والقانونية والعدالة الانتقالية، بما ينصف المظلوم ويقتصّ من الظالم”.

aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز FI

مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *