مكتبة الإسكندرية تستضيف أول هاكاثون وطنى للحوسبة الكمّية فى مصر

استضافت مكتبة الإسكندرية أول هاكاثون وطنى للحوسبة الكمّية فى مصر، تحت عنوان “هاكاثون الإسكندرية للحوسبة الكمية”، اليوم الأربعاء، ويقام الحدث بدعم من المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (CERN)، ومعهد الكم المفتوح (Open Quantum Institute – OQI)، ومبادرة iQafé، وIBM، ليشكل منصة رائدة تجمع الباحثين والطلاب والمبتكرين لاستكشاف تطبيقات التكنولوجيا الكمّية فى مجالات متعددة، وذلك خلال الفترة من 3 إلى 5 سبتمبر 2025.
افتتح المؤتمر الدكتور أحمد سمير، رئيس قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمكتبة الإسكندرية، وألقى كلمة نيابة عن الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، وجاء فيها: “يسعدنى أن أرحب بكم جميعًا فى مكتبة الإسكندرية هذا الصرح العريق الذى شكّل منذ العصور القديمة منارةً للعلم والمعرفة والابتكار وها هو اليوم يواصل رسالته التاريخية باستضافة أول هاكاثون فى مجال الحوسبة الكمّية”.
وأضاف: “إنه لشرف عظيم أن نفتتح معًا هذا الحدث البارز الذى ينعقد فى إطار احتفال الأمم المتحدة بالسنة الدولية لعلوم وتكنولوجيا الكم 2025، والذى يجمع نخبة من العلماء والباحثين والخبراء والمبتكرين من مصر والعالم بهدف استشراف آفاق المستقبل وإيجاد حلول رائدة للتحديات الكبرى فى مجالات البيئة والصحة والتخطيط العمراني”.
وأكد حرص المكتبة على التعاون مع شركائها الدوليين والمحليين، على الإعداد الجاد لهذا الحدث من خلال برامج تحضيرية وأنشطة علمية امتدت على مدار عام كامل، تضمنت ورش عمل ودورات تدريبية ومعامل متخصصة فى تقنيات الحوسبة الكمّية، لتأهيل المشاركين وتمكينهم من خوض هذه التجربة الفريدة.
وشدد على أن هاكاثون الإسكندرية الكمّى ليس مجرد منافسة علمية بل يمثل خطوة استراتيجية نحو ترسيخ مكانة مصر فى مجال العلوم المتقدمة وتعزيز التعاون الإقليمى والدولى لبناء مجتمع علمى متكامل فى الحوسبة الكمّية، مختتمًا: “مكتبة الإسكندرية تفخر اليوم بأنها منصة تجمع تحت سقفها هذه الكوكبة المتميزة من العقول المبدعة من مصر والعالم فى تعاون يعكس إيماننا العميق بأن مستقبل الإنسانية يتشكل بالعلم وأن المعرفة المشتركة هى الطريق الأمثل لبناء غدٍ أفضل”.
فيما وصف المهندس يوسف الدكّر، مدير المعهد الدولى للدراسات المعلوماتية بمكتبة الإسكندرية، الحدث بأنه لحظة خاصة كان ينتظرها جميع من عمل على تنظيمه، موضحًا أن “الهاكاثون” يرتبط بروح التحدى لمواجهة المشكلات التى تواجه الإنسانية والعمل على إيجاد حل لهذه المشكلة.
وأضاف: “كل إنسان داخلة بنّاء لديه فرصة لحل مشكلة ما فى العالم ومن خلال التعاون مع بعضنا البعض يمكن حلها”، مشيرًا إلى أن جزء من رسالة مكتبة الإسكندرية دعم الباحثين بالأدوات التكنولوجى المتقدمة، ومجال الحوسبة الكمية مجال واعد.
ومن جانبه، قال الدكتور مارتن غاستال، مسئول الشراكات والمشاركة بمعهد الكم المفتوح (OQI)، أن المعهد يسعى إلى دعم المجتمعات عالميًا للاستعداد مبكرًا لثورة الحوسبة الكمّية على نحو أفضل مما حدث مع الذكاء الاصطناعى، مؤكدًا أن الهدف الرئيس للمعهد هو ضمان توزيع عادل للمعرفة والتكنولوجيا الكمّية عالميًا بما يتيح تطوير حلول تطبيقية تعالج قضايا بيئية ومجتمعية كبرى.
وأوضح “غاستال” أن المعهد الذى تأسس فى المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (CERN)، بجنيف عام 2024 كمبادرة متعددة الأطراف، يركز على تطوير تطبيقات كمّية مرتبطة بأهداف التنمية المستدامة عبر فرق متنوعة تضم جامعات وشركات ناشئة وكالات أممية ومنظمات غير حكومية.
وأشار “غاستال” إلى أن جميع الخوارزميات التى يطورها المعهد تُتاح عبر منصة GitHub ضمن مبدأ العلم المفتوح وأن من بين مشاريعه الحالية استخدام الحوسبة الكمّية للتنبؤ بالفيضانات فى ماليزيا، ورصد تسربات شبكات المياه فى مدن كبرى مثل مكسيكو سيتي.
وأضاف أن الهاكاثونات تمثل أداة عملية لبناء القدرات وتدريب المواهب الشابة مع التركيز على دول الجنوب العالمى حيث نُظمت فعاليات مماثلة فى لبنان وأبو ظبى وغانا وتايلاند وصولًا إلى مصر على أن تُستكمل لاحقًا فى المغرب وكينيا وأوروغواي.
بينما عبرت الدكتورة رنا حسنى رفاعى، منسق التعاون الدولى، مكتب رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، عن ترحيب الأكاديمية بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية لما تقدمه من دعم للباحثين، ومشيدة باهتمام الشباب بحضور المؤتمر وبالحوسبة الكمية التى تمثل المستقبل، ومؤكدة أن الشباب هم من يشكلون مستقبل مصر.
أما الدكتور هشام البدوى، رئيس قطاع البحث والتطوير بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فأكد أن مصر دائما وأبدًا كانت تبنى الحضارات وتعمل على حماية التطور والتكنولوجيا فى العالم، مشددًا على أن المعلومات أصبحت الثروة الحقيقة لبناء المستقبل ومن أبرز التحديات التى تواجهها هى تكنولوجيا الكم خاصة مع وجود قفزات للحوسبة.
وأشار البدوى إلى أن مصر لديها ثروة قومية من الباحثين والمهندسين والمبرمجين وحدث اليوم مثال حى على ذلك، بالإضافة إلى وجود بنية رقمية قوية، ومع تصاعد أهمية تكنولوجيا الكم لابد من تحرك كل الدول معا للتعاون الدولى لتأمين هذه المعلومات وهو ما أصبح أمر واقع.
وأضاف: “لدينا استراتيجية واضحة تقوم على عدة محاور عمل متوازية على رأسها الدعم القوى لتطوير المهارات الشخصية تتيح الاستثمار فى العقول، فالمستقبل ليس سهلًا”.
وقال الدكتور أحمد يونس، أستاذ الحوسبة الكمّية بجامعة العلمين الدولية، وممثل الدول العربية فى اللجنة العلمية للسنة الدولية لعلوم وتكنولوجيا الكم 2025، أن تنظيم هذا الحدث بمثابة حلم بالنسبة له بدأ أثناء دراسته الجامعية وما تبعها من دراسات عليا، وخلال السنوات الأخيرة تزايد الاهتمام بهذا التخصص فى الجامعات المصرية ويتم نشره أكاديميًا وبحثيًا.
وأضاف: “خلال العامين الماضيين بدأ تشكيل مجتمع كمى مصرى حقيقى وشهد التخصص دفعة قوية بدخول مؤسسات حكومية رائدة، وعام 2025 شكل نقطة تحول لتنظيم فعاليات برعاية حكومية وتشكل شبكات عربية ودولية”.
ومن جانبها قالت الدكتورة أمل القصرى، رئيسة قسم العلوم الأساسية والبحث والابتكار والهندسة فى اليونسكو، أن عام 2025 يُصادف السنة الدولية لعلوم وتكنولوجيا الكم التى أعلنتها الأمم المتحدة، مشددة على أنها تمثل التزامًا عالميًا بمستقبل هذه التكنولوجيا الناشئة.
وأوضحت أن اليونسكو تطوّر مبادرة الكم العالمية لضمان أن يكون التقدّم فى هذا المجال مفتوحًا وآمنًا وشاملًا مع التركيز على إشراك الشباب كمحرك أساسى للابتكار، مضيفة أن الهاكاثونات تُجسّد روح التعاون والإبداع حيث تجمع بين التعليم والممارسة وتُتيح للشباب اكتساب المهارات لمواجهة التحديات المجتمعية.
وجددت القصرى التزام اليونسكو بدعم المواهب من أفريقيا والعالم العربى من خلال الموارد التعليمية المفتوحة والتدريب الثقافى وبرامج التبادل الدولى، مؤكدة أن مستقبل علوم الكم لن يُبنى من خلال دولة واحدة أو فرد واحد بل عبر شراكات عالمية واسعة.
فيما أعرب الدكتور أحمد القطاطشة، المدير التنفيذى لشركةIBM فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن فخره بالمشاركة فى هاكاثون الإسكندرية للكم، مشيرًا إلى أن مكتبة الإسكندرية لطالما كانت منارة للمعرفة والابتكار، ومؤكدًا أن الحوسبة الكمّية تُعدّ من أكثر التقنيات تحولًا فى عصرنا بقدرتها على حل تحديات معقدة فى العلوم والصناعة والمجتمع.
وأوضح القطاطشة أن دور IBM لا يقتصر على توفير التكنولوجيا بل يمتد إلى الإرشاد وإتاحة أدوات مثل Qiskit وخبرة شبكة IBM Quantum العالمية، مشددًا على أن الهاكاثون يمثل فرصة للتعاون والاستكشاف والمساهمة فى صياغة مستقبل الكم فى الشرق الأوسط وأفريقيا.
نقلاً عن : اليوم السابع
تعليقات