تنشط الحكومة الليبية، المكلفة من البرلمان، ويرأسها أسامة حماد في شرق ليبيا، في إحياء جهود إنشاء طريق بري،
يربط بين مصر وليبيا وتشاد، بهدف تعظيم الاستفادة من الموارد الاقتصادية للبلدان الثلاثة التي يمر عبرها الطريق وتسهيل التبادل التجاري.
وتمت مناقشة ذلك خلال زيارة حماد لتشاد، الجمعة، واجتماعه مع الرئيس التشادي، محمد إدريس ديبي.
ووفق بيان صادر عن الحكومة الليبية، اطلعت “العين الإخبارية” على نسخة منه، فإن الحكومة المصرية أبدت استعدادها لتمويل مشروع طريق مصر-ليبيا-تشاد، بشرط موافقة ليبيا وتأمين الشركات التي ستعمل على تنفيذه.
كانت وزارة النقل المصرية قد انتهت قبل عامين من إعداد دراسات الجدوى لمشروع إنشاء الطريق البري، بهدف زيادة التبادل التجاري بين الدول الثلاث، إذ يمتد الطريق بدايةً من منطقة شرق العوينات، حتى منطقة أم الجرس التشادية، كمرحلة أولى بطول 1103 كم، منها 242 كم داخل الحدود المصرية، و310 كم داخل الحدود الليبية، و441 كم داخل الحدود التشادية.
عوائد اقتصادية ومكافحة الجريمة
ويرى المحلل الاقتصادي الليبي، خالد بوزعكوك، أن مشروع الطريق الدولي، الذي يربط ما بين مصر وليبيا وتشاد، مقترح من قبل عام 2011.
ويضيف بوزعكوك، في حديث لـ”العين الإخبارية”، أن مشروع الطريق القديم كان يمر بمساعد، ثم إلى طبرق، مرورا بالكفرة، وصولا إلى تشاد، لكن لم يتم استكماله نتيجة الظروف التي حدثت في ليبيا وعدم وجود الاستقرار اللازم لطرق التجارة.
ورغم ذلك، تحركت القاهرة سريعا وفتحت آفاقا أخرى بإنشاء الطريق السريع المحوري الدولي الذي يمر من العوينات إلى السودان، ثم إلى تشاد، وفق بوزعكوك، الذي لفت كذلك إلى أن التحرك الجديد عبر طريق ليبيا-تشاد ينعش المناطق والمدن التي يمر بها هذا الطريق داخل ليبيا؛ وبالإمكان تحقيق عوائد ورسوم جمركية تدخل لوزارة المالية.
ومن الناحية الأمنية، فإن إنعاش الاقتصاد عبر هذا الطريق سيحد من عمليات مهربي الوقود والمخدرات والمنقبين عن المعادن.
كما أشار إلى أن الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، ويرأسها أسامة حماد في شرق ليبيا، أعلنت أنها ستُموّل جزءا من هذا الطريق.
تعظيم الفائدة
وعن المشروعات التي تُقام داخل ليبيا لخدمة هذا الطريق وتعظيم الاستفادة منه، يقول المحلل الاقتصادي الليبي إن بلاده ستنشئ موانئ جافة في منطقة الكفرة، وبعض المدن الصحراوية، ليتم فيها تداول الحاويات والنقل.
ويتوقع بوزعكوك أنه في حال إنشاء طريق آخر، ما بين ليبيا والنيجر، وصولا إلى الكاميرون، سوف تظهر بيئة تجارية كبيرة، تعود بفوائد جمة على الدول المشاركة في الطريق، نتيجة ما سيوفره من سرعة في وصول المواد وزيادة التبادل التجاري فيما بينها.
مليارات الدولارات وتنمية
بدوره، يؤكد يوسف الفارسي، أستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة درنة، رئيس حزب ليبيا الكرامة، أن التعاون في تنفيذ الطريق الدولي، سيوفر دخلا يقدّر بالمليارات على الدول المشاركة.
ويتابع الفارسي، في حديث لــ”العين الإخبارية”، أن هذا الطريق سيعمل على تسهيل التنقل بين المدن، وتشجيع التجارة، ويسهّل الوصول بشكل أسرع، معتبرا أن التفكير في مثل هذا المشروع يؤكد أن الحدود بين الدول الثلاثة (مصر وليبيا وتشاد) آمنة، بعد أن بسط الجيش الوطني الليبي الأمن، وتم تطهير جنوب ليبيا بشكل كبير من العصابات الإجرامية.
ومن جانبه، يقول الإعلامي والكاتب التشادي، محمد علي كيلاني، إن هذا المشروع إذا قدِّر له أن يرى النور “سيشكل طريقا قاريا مهما للغاية” في الاستفادة من الثروات الزراعية والحيوانية والمنتجات الأولية بهذه الدول، معتبرا أنه “يُعيد إحياء الطريق القديم الموجود في التاريخ لحركة التجارة منذ قرون (طريق درب الأربعين وطريق فزان والأزهر) الذي كان يربط سكان المنطقة، اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا.
ويأمل كيلاني أن يمتد الطريق ليصل إلى أقصى جنوب القارة، في جنوب إفريقيا.
تكامل اقتصادي تجاري
يتفق الخبير القانوني والتجاري التشادي، أحمد التيجاني، مع الكيلاني، في أن نجاح هذا المشروع سيعزز التكامل الإقليمي بين الدول الثلاث، ويشجع على تحقيق تكامل اقتصادي أكبر في المنطقة.
ويضيف التيجاني لـ”العين الإخبارية” أن مشروع الطريق يسهم أيضا في تحسين البنية التحتية والخدمات اللوجستية وتعزيز التبادل التجاري، وخفض التكاليف اللوجستية؛ مما يعود بالفائدة على كل القطاعات.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية