مصر تعزز موقعها الإقليمي بتخزين 66.5 مليون برميل نفط و20 مليون برميل بميناء الحمراء.. ما القصة؟

مصر تعزز موقعها الإقليمي بتخزين 66.5 مليون برميل نفط و20 مليون برميل بميناء الحمراء.. ما القصة؟

في قلب البحر المتوسط، تتشكل رؤية مصرية طموحة لإعادة رسم خريطة الطاقة الإقليمية، حيث تتحول الموانئ إلى قلاع استراتيجية لتخزين النفط، ويصبح موقع القاهرة محورًا لجذب الاستثمارات العربية والدولية في مجال الطاقة، مستندة إلى جغرافيا فريدة وخطط متطورة.

دخول سفينة إعادة التغويز الخامسة ضمن الأسطول البحري

تواصل مصر تعزيز موقعها كمنصة محورية لتخزين النفط في الشرق الأوسط، مع دخول سفينة إعادة التغويز الخامسة ضمن أسطولها البحري المخصص للطاقة. 

وهذا المشروع الطموح يسعى لتحويل ميناء الحمراء البترولي في مدينة العلمين الجديدة إلى مركز لوجستي إقليمي لتداول النفط الخام والمنتجات المكررة، على غرار نموذج ميناء الفجيرة في الإمارات.

24 خزانًا كبيرًا بسعة إجمالية تصل إلى 26.5 مليون برميل

منذ خمس سنوات، بدأت مصر تنفيذ مشروع ضخم لإنشاء مجمعات تخزين استراتيجية في مواقع مختلفة بالصحراء الشرقية مثل رأس غارب ورأس شقير وعجرود، شاملة 24 خزانًا كبيرًا بسعة إجمالية تصل إلى 26.5 مليون برميل.

وقد جذبت هذه الخطط اهتمام الإمارات، التي وقعت اتفاقية تعاون لتطوير ميناء الحمراء البترولي ونقل خبراتها التقنية في هذا المجال إلى التجربة المصرية.

العراق بدوره يدرس إمكانية تخزين نفطه في مصر، بالتوازي مع مشروع متكامل لتخزين النفط في سلطنة عمان، في محاولة لتنويع المصادر وضمان استمرارية الإمدادات. 

شركة سوميد التي تمتلك سعة تخزين تصل إلى 40 مليون برميل وتخدم خط أنابيب

أما السعودية، فتدرس توسيع التخزين عبر مستودعات شركة سوميد التي تمتلك سعة تخزين تصل إلى 40 مليون برميل وتخدم خط أنابيب يمتد من العين السخنة إلى سيدي كرير، لتأمين تدفق النفط الخليجي إلى الأسواق العالمية.

تعد قدرة مصر على استقطاب الدول النفطية للاستثمار في التخزين، إضافة إلى موقعها الاستراتيجي على قناة السويس، من أهم عوامل تحويلها إلى بوابة محورية لتجارة النفط العالمية، مما يعزز مكانتها الإقليمية والدولية في قطاع الطاقة.

وتمثل مصر اليوم محطة إقليمية استراتيجية لتخزين النفط، مستفيدة من موقعها المتميز وقربها من قناة السويس، لتلبية احتياجات الأسواق العربية والعالمية. 

مشاريع التخزين التي تشمل 24 خزانًا رئيسيًا بسعة إجمالية 26.5 مليون برميل، بالإضافة إلى قدرة ميناء الحمراء على استقبال 20 مليون برميل من النفط الخام و2.9 مليون برميل من المشتقات النفطية، تؤكد تطلّع الدولة لجذب الاستثمارات الخليجية، بما في ذلك الإمارات والسعودية، إضافة إلى الاهتمام العراقي بالتوسع في التخزين المصري.

وهذه الاستثمارات والخطط الطموحة تعزز من مكانة مصر التجارية وتضاعف قدرتها على إدارة الأمن الطاقي الإقليمي، وتحوّل البلاد إلى نقطة لوجستية رئيسية لتجارة النفط والمنتجات البترولية في الشرق الأوسط.

المصدر : تحيا مصر

محمد الهلالي، كاتب متخصص في الأخبار يتمتع بخبرة واسعة في تغطية الأحداث المحلية والعالمية. يسعى لتقديم محتوى دقيق وشامل يضع القارئ في قلب الحدث، مع تحليلات معمّقة ورؤية متوازنة تعزز الفهم العام وتسلط الضوء على خلفيات الأخبار وتأثيراتها.