مراسي ريد.. تحفة استثمارية تضع البحر الأحمر على خريطة السياحة العالمية

في ظل أواصر التعاون الاستراتيجي المتينة التي تجمع مصر مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، تشهد الساحة الاقتصادية توقيع صفقة “مراسي ريد” الاستثمارية الضخمة والتي تُعد الأكبر من نوعها في قطاع السياحة المصري، تقدر قيمة الصفقة بـ ٢٠ مليار دولار أمريكي لتؤكد على عمق العلاقات التي تتجاوز الحدود الجغرافية لتصب في مصلحة التكامل الإقليمي والتنمية المستدامة.

 يأتي المشروع العملاق تتويجاً لرؤية مصر ٢٠٣٠ الطموحة، والتي تهدف إلى تحويل البلاد إلى مركز جذب سياحي واستثماري عالمي، معتمداً في ذلك على شراكات إستراتيجية فاعلة وقادرة على نقل الخبرات ودفع عجلة التنمية نحو آفاق غير مسبوقة.

خليج سوما.. حيث تلتقي الفخامة بالطبيعة البكر

يقع مشروع “مراسي ريد” في إطار موقع استثنائي يتمتع بمزاجَة فريدة بين الطبيعة الساحرة والموقع الإستراتيجي، وذلك في خليج سوما على البحر الأحمر، بالقرب من مدينة الغردقة التي تشتهر بشواطئها الذهبية ومياهها الفيروزية وشعابها المرجانية النادرة. 

وتمتد أراضي المشروع على مساحة تبلغ ٢٤٠٠ فدان (حوالي ١٠.٢ مليون متر مربع)، ما يجعله أحد أكبر المشاريع السياحية في المنطقة، فيما يتميز الموقع بقربه من مطار الغردقة الدولي (حوالي ٥٠ كيلومتراً)، وكذلك من طريق الغردقة – سفاجا الرئيسي، ما يضمن سهولة الوصول للزوار والمقيمين على حد سواء. كما يجاور المشروع مناطق سياحية معروفة مثل الجونة وسهل حشيش، مما يضعه في قلب نسيج سيادي متكامل يزيد من قيمته وجاذبيته.

رؤية تطويرية متكاملة

تم تطوير المشروع من خلال شراكة إستراتيجية بين شركة إعمار مصر التابعة لرجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، وشركة جولدن كوست التابعة للمستثمر السعودي حسن الشربتلي، حيث يتضمن المشروع إنشاء مدينة سياحية متكاملة تضاهي أفضل الوجهات العالمية، فيما صُمم “مراسي ريد” ليكون “موناكو البحر الأحمر”، كما وصفه الإعلامي أحمد موسى، حيث يضم:

• 12 فندقاً فاخراً بمستوى خمس نجوم، مما يضيف حوالي ١٢ ألف غرفة فندقية جديدة.
• مراسي لليخوت الفاخرة تتسع لأعداد كبيرة، بما فيها ثلاث مراسي دولية.
• شواطئ خاصة ومساحات من الكريستال لاجون والبحيرات الصناعية.
• مناطق ترفيهية وتجارية تضم أكثر من ٤٠٠ علامة تجارية عالمية في مجالات الموضة والمطاعم والتجزئة.
• مرافق طبية ورياضية متكاملة، وملاعب جولف وحمامات سباحة ومناطق مخصصة للأطفال.

محركات للنمو وفرص العمل

لا يقتصر دور هذا المشروع الضخم على الجانب السياحي فقط، بل يمتد ليكون محركاً قوياً للاقتصاد المصري، حيث من المتوقع أن يوفر ١٠٠ ألف فرصة عمل جديدة في مختلف القطاعات، الإنشاءات والهندسة إلى الخدمات الفندقية والترفيهية.

 كما سيسهم في جذب ٣ ملايين سائح إضافي سنوياً، مما يعزز من الحصة السياحية لمصر في الخريطة العالمية ويدعم ميزانها التجاري. بالإضافة إلى ذلك، يفتح المشروع الباب أمام شركات مصرية للمشاركة في أعمال الإنشاءات والتوريدات والخدمات، مما يعمق محتوى المكون المحلي ويدعم ريادة القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية.

منصة إنطلاق نحو المستقبل

يأتي هذا المشروع في إطار استراتيجية مصر ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، والتي تهدف إلى تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للجذب السياحي والاستثماري. 

وعلق الإعلامي نشأت الديهي على الصفقة بأنها “ضربة قوية للدولار أمام الجنيه”، مما يعكس الأثر الإيجابي المتوقع لهذا الاستثمار على استقرار الاقتصاد الكلي وتمكين مصر من الخروج من “عباءة” المسارات التقليدية، كما أكد رئيس الوزراء المصري أن هذه الرؤية الاقتصادية تمتد لما بعد الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وترتكز على إصلاحات اقتصادية سابقة لتحقيق النمو والتشغيل.

من الشاليهات إلى المراسي العالمية

يقدم “مراسي ريد” مجموعة متنوعة من الوحدات السكنية والفندقية المصممة على أعلى المعايير العالمية، حيث تشمل: شاليهات بتصاميم عصرية، وتاون هاوس وتوين هاوس تناسب العائلات، وفيلات فاخرة مستقلة بخدمات فندقية.

تبدأ مساحات الوحدات من ٩٠ متراً مربعاً، وتتمتع جميعها بإطلالات بانورامية على البحر أو البحيرات أو المساحات الخضراء، فيما حرصت شركة إعمار على تقديم أنظمة سداد مرنة تصل إلى ٧ سنوات، مع مقدم حجز يبدأ من ٢٥٠ ألف جنيه فقط، مما يجعل حلم التملك في هذه الوجهة الفاخرة متعدد الشريحة.

يمثل مشروع “مراسي ريد” نقلة نوعية في مفهوم السياحة الفاخرة ليس في مصر فحسب، بل في منطقة البحر الأحمر بأكملها. فهو يجسد نموذج التعاون الإقليمي الفاعل، حيث تجتمع الرؤى السعودية والإماراتية والمصرية لخلق اقتصاد دائم يعود بالنفع على مستقبل الدولتين والشعوب،  ومع الاكتمال المتوقع للمشروع في غضون السنوات القليلة المقبلة، من الواضح أن “مراسي سيسهم في إعادة رسم خريطة السياحة العالمية.