محمد عبودة يكشف تفاصيل إطلاق مرصد الأزهر لمكافحة التطرف معسكرًا تعليميًا بمدينة الطور بسيناء

أكد الدكتور محمد عبود، عضو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن تنظيم المعسكر التعليمي الترفيهي لأوائل طلاب الثانوية الأزهرية بمدينة الطور بجنوب سيناء، جاء في إطار التعاون المثمر بين مرصد الأزهر وقطاع المعاهد الأزهرية، ومكتب “بناء”، بهدف دعم الشباب وتحصينهم فكريًا، وتعزيز وعيهم الديني والوطني.

وقال د. عبود، ، خلال حلقة برنامج “مع الناس”، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: “منذ مغادرتنا القاهرة يوم السبت الماضي وحتى الآن، نحن نعيش تجربة متكاملة مع الطلاب في معسكر أقرب إلى نمط الدراسة الداخلية، وقد لاحظنا عن قرب حجم الوعي العميق لدى هؤلاء الشباب، خاصة فيما يتعلق بقضايا التطرف والأفكار المغلوطة، وكذلك إدراكهم التام لأهمية استقاء المعلومات من مصادر موثوقة، والتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بحذر ومسؤولية”.

وأضاف: “فعاليات المعسكر لم تكن تلقينية بل تفاعلية، استمعنا إلى آراء الشباب، وناقشنا معهم قضايا متعددة من بينها مفاهيم الوسطية، ومخاطر التطرف الديني واللاديني، والتحديات المعاصرة التي تواجه المجتمعات العربية والإسلامية”.

وأشار عبود إلى رمزية المكان، مؤكدًا أن اختيار مدينة الطور في جنوب سيناء، والتي تحتضن منطقة التجلي الأعظم في سانت كاترين، يعزز من الروح الوطنية والدينية لدى المشاركين، خاصة مع اقتراب شهر أكتوبر، الذي يحمل في طياته ذكرى انتصارات عظيمة في تاريخ مصر.

وقال: “أردنا أن نربط بين التعليم والمعرفة من جهة، والانتماء الوطني العميق من جهة أخرى. شبابنا بحاجة إلى هذا الربط ليدركوا أن العلم الذي يتلقونه هو لبنة أساسية في بناء الوطن وحمايته”.

كما كشف د. عبود عن نية المرصد توسيع دائرة المستفيدين من هذه التجربة، مؤكدًا أنه “تم التواصل بالفعل مع وزارة التربية والتعليم لاستضافة أوائل الثانوية العامة، لكن ضيق الوقت وسفر بعض الطلاب حال دون ذلك، ومع ذلك نحن ماضون في خطة لتكرار التجربة مستقبلاً، لتشمل طلاب التعليم الفني، والجامعات، وغيرها”.

وأوضح عبود أن مبادرات مثل “اسمع واتكلم” و”اعرف أكثر” تستهدف آلاف الطلاب في مراحل التعليم المختلفة، مع تركيز المرصد على مفهوم أن “كل طالب مشارك هو مشروع فكري بإمكانه نقل المعرفة لزملائه”، مشددًا على أن الوعي هو خط الدفاع الأول في مواجهة الأفكار المتطرفة والشائعات التي تستهدف استقرار المجتمعات.

وقال: “نحن لا نبني فقط عقولًا متفوقة، بل نؤسس لوعي دائم ومستمر، وشبابنا هم منارة الهداية في محيطهم. ومن خلالهم نستطيع أن نحقق أهدافنا في بناء مجتمع واعٍ ومتماسك”.