خلال جلسته التي عُقدت أمس الثلاثاء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أشاد مجلس الوزراء بما تبذله المملكة من مساعٍ ضمن الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى دعم السودان ووصول المساعدات الإنسانية ووقف القتال؛ وفقاً لنتائج محادثات جدة السابقة، والقانون الإنساني الدولي.
دور السعودية
وقال كمال إدريس المحلل السياسي السوداني، إنه على الرغم من تقاطر عدد من دول العالم، وفي مقدمتها السعودية ومصر والولايات المتحدة وإثيوبيا، لتقديم يد العون لانتشال السودان من عثرته، استشعاراً بخطورة الوضع الكارثي الذي سيلقى بظلاله على المنطقة، إلا أن رفض حكومة السودان الجلوس على طاولة المفاوضات ينذر بمستقبل قاتم للبلاد.
وأضاف “إدريس” في تصريحات خاصة لـ”الوئام”، أنه على الرغم من التنازلات العديدة التي قدمها الوسطاء إلا أن الحكومة السودانية لم تُحرك ساكناً بل وضعت خطوطاً حمراء للمشاركة في مفاوضات جنيف، فيما تظل العمليات العسكرية جارية على رؤوس المدنيين الذين لم تمكنهم مقدراتهم المالية من الفرار إلى المناطق الآمنة أو إلى دول الجوار.
وتابع المحلل السياسي: “الحكومة السودانية تعتبر أن تصريحات أمريكا حول إيصال المساعدات عبر بعض المناطق بأنه محاولة لتهديد الأمن والاستقرار، على الرغم من تأكيد واشنطن أنها حريصة على إنقاذ المدنيين العزل وعلى وقف العدائيات وقطع الطريق على المزيد من التجويع للشعب السوداني، وذلك عبر مفاوضات جنيف التي قاطعتها الحكومة السودانية والتي جاءت امتداداً لمفاوضات جدة التي انسحب منها الجيش السوداني مرتين”.
الجنوح للسلم
واستكمل “إدريس”: “يجب أن نذكر أي دعم مالي خارجي في هذه المرحلة مرتبط بنوايا الأطراف للجنوح للسلم، فالحرب لا يمكن أن تحسم معركة كهذه، واستمرار لغة السلاح يعني المزيد من القتل والتدمير لمقدرات الدولة، وعلينا أن ننتظر حتى حسم المسائل العالقة عبر الحوار لتبدأ مرحلة جديدة من مد يد العون من قبل منظمات المجتمع الدولي التي تنتظر إشارة السلام”.
المصدر: صحيفة الوئام السعودية
