لماذا يسبب «ضرس العقل» الصداع المزمن؟.. تعرف على الأسباب وطرق الوقاية

الصداع من أكثر الأعراض الصحية التي يعاني منها الملايين حول العالم يوميًا، ورغم أن الصداع قد يكون ناتجًا عن الإرهاق أو قلة النوم أو التوتر النفسي، إلا أن «ضرس العقل» يعد سببًا خفيًا قد يغفل عنه الكثيرون، حيث إن نمو هذا الضرس أو مشاكله المصاحبة قد تؤدي إلى آلام تمتد للرأس والوجه، مما يجعل المصاب في حيرة من أمره وهو يحاول فهم سر الصداع المزمن الذي يطارده بشكل متكرر.
ما هو ضرس العقل ولماذا يسبب الصداع
ضرس العقل هو آخر الأسنان التي تنمو في الفم، وعادة ما يظهر بين سن 17 و25 عامًا، وقد لا يسبب مشكلة إذا وجد مساحة كافية للنمو بشكل طبيعي، لكن في حالات كثيرة ينمو هذا الضرس بطريقة خاطئة أو يظل مطمورًا تحت اللثة أو ينحرف باتجاه الأسنان المجاورة، الأمر الذي يؤدي إلى التهابات وضغط على الأعصاب والأنسجة المحيطة، وهذه العوامل قد تترجم في صورة «الصداع» المستمر أو المتكرر.
كثير من المرضى لا يدركون أن ألم الرأس قد يكون له علاقة وثيقة بالفم والأسنان، حيث يربط الأطباء بين «ضرس العقل» غير السليم وبين أعراض مثل الصداع النصفي أو آلام الرقبة والوجه، وذلك بسبب قرب الأعصاب الفموية من الأعصاب المرتبطة بالجمجمة.
كيف يحدث الصداع بسبب ضرس العقل
عندما ينمو ضرس العقل بشكل مائل أو جزئي، فإنه يضغط على الأسنان المجاورة، مما يسبب التهابات مزمنة في اللثة، وهذه الالتهابات تؤدي إلى إشارات عصبية تصل إلى الدماغ وتُفسر كألم في الرأس، أي كنوع من الصداع، إضافة إلى ذلك فإن التوتر العضلي الناتج عن محاولة المضغ مع وجود ألم في الفك قد يزيد من حدة الصداع ويجعله أكثر إزعاجًا.
أيضًا وجود عدوى حول الضرس قد يرفع درجة حرارة الجسم ويؤدي إلى تورم في منطقة الوجه، وكل هذه التغيرات الصحية تجعل الصداع عرضًا ملازمًا لتلك المشكلة، وقد يزداد سوءًا مع مرور الوقت إذا لم يتم التدخل الطبي.
أنواع الصداع المرتبط بضرس العقل
الأطباء يفرقون بين أكثر من نوع للصداع الذي قد يسببه «ضرس العقل»، فقد يكون صداعًا نصفيًا يظهر على جانب واحد من الرأس، أو صداعًا توتريًا يشعر فيه المريض بضغط حول الجبهة والرقبة، وفي بعض الحالات قد يكون الصداع مصحوبًا بطنين في الأذن أو آلام في العينين، وهو ما يربك المريض ويجعله يظن أن المشكلة مرتبطة بأمراض أخرى مثل الجيوب الأنفية أو مشاكل النظر، بينما السبب الحقيقي قد يكون ضرس العقل.
متى يجب زيارة الطبيب
عند الشعور بآلام متكررة في الرأس دون سبب واضح، خاصة إذا كان الصداع يصاحبه ألم في الفك أو صعوبة في المضغ أو تورم في اللثة، فإن زيارة طبيب الأسنان تصبح خطوة ضرورية، حيث يقوم الطبيب بالفحص السريري وأحيانًا بالتصوير بالأشعة لتحديد وضعية «ضرس العقل»، وبناءً على ذلك يقرر إذا كان من الضروري خلعه أو الاكتفاء بعلاج الالتهاب.
تأجيل العلاج قد يزيد من حدة الصداع ويؤدي إلى مضاعفات أكبر مثل انتشار العدوى أو تآكل الأسنان المجاورة، لذا فإن التشخيص المبكر يمثل وسيلة فعالة للوقاية من مشاكل أكبر.
طرق الوقاية من الصداع المرتبط بضرس العقل
من أهم الخطوات التي يمكن اتباعها لتقليل احتمالية الإصابة بالصداع الناتج عن «ضرس العقل» الحفاظ على نظافة الفم بشكل مستمر، حيث يساعد التنظيف الجيد بالفرشاة والخيط على تقليل الالتهابات حول الأسنان، كما أن المتابعة الدورية مع طبيب الأسنان تضمن اكتشاف أي مشكلة في مراحلها الأولى.
أيضًا يمكن استخدام كمادات دافئة أو باردة على منطقة الفك لتخفيف الألم، وتناول مسكنات يصفها الطبيب لتقليل شدة الصداع، أما في الحالات المزمنة فقد يكون خلع ضرس العقل هو الحل النهائي للتخلص من الألم والصداع بشكل كامل.
العلاقة بين الصداع ونمط الحياة
من الجدير بالذكر أن العوامل الحياتية مثل قلة النوم أو التوتر قد تزيد من شدة الصداع الناتج عن ضرس العقل، لذا فإن الاهتمام بنمط حياة صحي يشمل النوم الكافي وممارسة الرياضة وشرب كميات مناسبة من الماء يساعد في تخفيف الأعراض، كما أن الابتعاد عن الأطعمة القاسية التي تزيد الضغط على الفك يعد وسيلة مساعدة مهمة.
الصداع قد يكون عرضًا معقدًا تتداخل فيه أسباب عدة، ومن بينها «ضرس العقل» الذي يمثل عاملًا خفيًا لا ينتبه إليه الكثيرون، لذلك فإن التوعية بضرورة الاهتمام بصحة الفم والأسنان تمثل خطوة أساسية للوقاية من الصداع المزمن، كما أن زيارة الطبيب عند ظهور الأعراض المبكرة تساعد في تجنب مضاعفات قد تؤثر على جودة الحياة بشكل كبير.
نقلاً عن : القارئ نيوز
تعليقات