لماذا لا ينبغي تناول فيتامين أ دون استشارة طبية.. مخاطره خطيرة

فيتامين أ يعتبر من العناصر الغذائية الضرورية لصحة الإنسان حيث يلعب دورا أساسيا في الحفاظ على البصر وتعزيز جهاز المناعة ودعم نمو الخلايا والأنسجة، ومع ذلك فإن تناول «فيتامين» أ دون استشارة طبية قد يكون مصدرا لمشكلات صحية خطيرة، إذ إن الجسم يحتاج إلى هذا العنصر بكميات محددة، والإفراط في تناوله قد يؤدي إلى تراكمه بشكل سام داخل الكبد، مما يعرض الإنسان لمضاعفات متعددة، ولهذا السبب يؤكد الأطباء دائما على أهمية الاعتدال وعدم استخدام المكملات الغذائية إلا بإشراف طبي متخصص.
أهمية فيتامين أ للجسم
يعد «فيتامين» أ من العناصر التي تذوب في الدهون، وهو يتواجد في مصادر طبيعية عديدة مثل الجزر والبطاطا الحلوة والسبانخ والكبدة، ويحتاجه الجسم للحفاظ على سلامة الرؤية خاصة في الإضاءة المنخفضة، كما يساهم في تعزيز نمو العظام وتقوية الأسنان، إضافة إلى دوره في الحفاظ على صحة البشرة والجلد، فضلا عن أنه يساعد في تقوية جهاز المناعة لمواجهة العدوى والأمراض، إلا أن هذه الفوائد تتحقق فقط عند تناوله بالكميات المناسبة.
مخاطر الإفراط في تناول فيتامين أ
عندما يتم تناول «فيتامين» أ بكميات زائدة عن حاجة الجسم، سواء من خلال المكملات الغذائية أو من خلال الأغذية المدعمة، فقد يؤدي ذلك إلى حالة تعرف بالتسمم بفيتامين أ، وهي حالة خطيرة تسبب أعراضا مزعجة مثل الصداع المستمر والدوخة والشعور بالغثيان، كما يمكن أن تتطور إلى مشكلات في الكبد وضعف في العظام وزيادة خطر الكسور، وفي بعض الحالات قد تؤثر سلبا على الحمل مسببة تشوهات خلقية للجنين، وهو ما يجعل الإفراط في هذا الفيتامين تحديدا أكثر خطورة من غيره.
علامات التسمم بفيتامين أ
من العلامات المبكرة التي قد تظهر عند الإفراط في تناول «فيتامين» أ جفاف الجلد وتشقق الشفاه وتساقط الشعر، إضافة إلى الشعور بالإرهاق الدائم، وقد يعاني الشخص من مشكلات في الرؤية مثل ضبابية النظر أو عدم وضوح الصور، كما قد يصاب البعض بآلام في العظام والمفاصل نتيجة تأثير الفيتامين الزائد على الأنسجة العظمية، وفي حال استمرار تناول كميات عالية من هذا العنصر فقد يؤدي ذلك إلى تلف دائم في الكبد.
خطورة التناول دون إشراف طبي
السبب الرئيسي في خطورة تناول «فيتامين» أ دون استشارة طبية هو أن هذا العنصر لا يخرج بسهولة من الجسم مثل الفيتامينات التي تذوب في الماء، بل يتم تخزينه في الكبد والأنسجة الدهنية، وبالتالي فإن تراكمه مع الوقت يؤدي إلى السمية حتى لو كان الشخص لا يشعر بأعراض مباشرة في البداية، وهذا ما يميز فيتامين أ عن غيره ويجعل الأطباء يحذرون من استخدام المكملات دون متابعة أو جرعات محددة بوضوح.
الفئات الأكثر عرضة للخطر
بعض الفئات تكون أكثر عرضة لآثار الإفراط في تناول «فيتامين» أ، مثل النساء الحوامل اللواتي قد يتعرضن لمضاعفات خطيرة تؤثر على الجنين، وكذلك كبار السن الذين قد يعانون من هشاشة العظام، والأشخاص الذين يتناولون مكملات غذائية متعددة في وقت واحد، إذ قد تحتوي هذه المكملات على نسب مختلفة من الفيتامين نفسه، مما يؤدي إلى تراكب الجرعات بشكل غير محسوب.
التوازن في الحصول على فيتامين أ
من المهم إدراك أن الجسم لا يحتاج إلى كميات كبيرة من «فيتامين» أ لتحقيق فوائده، بل تكفي الكميات الموجودة في النظام الغذائي الطبيعي في معظم الأحيان، حيث يمكن الحصول على حاجات الجسم اليومية من خلال تناول وجبات متوازنة تحتوي على الخضروات الملونة مثل الجزر والبطاطا والفواكه الغنية بالكاروتينات، إضافة إلى الكبدة ومنتجات الألبان، وهذا التوازن يحمي الجسم من النقص ومن الإفراط في الوقت نفسه.
دور الطبيب في تحديد الجرعة
الطبيب هو الشخص المخول بتحديد ما إذا كان الشخص بحاجة إلى مكمل «فيتامين» أ أم لا، وهو الذي يحدد الجرعة المناسبة بناء على الفحوصات والتحاليل الطبية، فبعض الحالات قد تعاني من نقص واضح يستدعي التدخل بالمكملات، بينما حالات أخرى قد يكون لديها مستوى كاف أو مرتفع بالفعل، ولذلك فإن الاستشارة الطبية ليست مجرد إجراء شكلي بل هي ضرورة لحماية الصحة العامة وتفادي التسمم الغذائي.
فيتامين أ عنصر أساسي لصحة الإنسان ولا غنى عنه في النظام الغذائي، ولكن تناوله بكميات زائدة أو دون استشارة طبية قد يقلب فوائده إلى مخاطر جسيمة، تبدأ من أعراض بسيطة مثل جفاف الجلد والصداع، وقد تصل إلى أمراض الكبد وضعف العظام وتشوهات الأجنة، ولهذا يجب التعامل مع المكملات الغذائية بحذر شديد، فالتوازن هو الأساس والوعي هو الحماية، والالتزام بتعليمات الطبيب هو السبيل الأمثل للاستفادة من «فيتامين» أ دون التعرض لمضاعفاته.
نقلاً عن : القارئ نيوز
تعليقات