كشفت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية عن لقطات غير مذاعة من قبل رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي صبت خلالها كل غضبها على الرئيس آنذاك دونالد ترامب.
وخلال تلك اللحظات العصيبة في 6 يناير/كانون الثاني 2021، كان تركيز بيلوسي الرئيسي على ضمان حصول جو بايدن على تصديق الكونغرس على فوزه في الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن قبل أن يتحول انتباهها إلى ترامب.
وفي إحدى اللقطات، ظهرت بيلوسي وهي تتكئ على سيارتها الرياضية وتقول “أشعر بالغثيان إزاء ما فعله بالكابيتول والبلاد اليوم.. يجب أن يدفع ثمن ذلك”.
هذا التعليق جاء ضمن 50 دقيقة من اللقطات غير المذاعة التي التقطتها ابنتها، صانعة الأفلام ألكسندرا بيلوسي، التي كانت بجانب والدتها خلال اللحظات المهمة في تاريخ الولايات المتحدة في أيام 5 و6 و7 يناير/كانون الثاني.
هذه اللقطات سلمتها شبكة “HBO ” هذا الأسبوع إلى لجنة الإدارة في مجلس النواب التي تجري تحقيقًا يهدف إلى تقويض نتائج لجنة 6 يناير/كانون الثاني، التي وجدت في وقت سابق أن ترامب مسؤول عن الفوضى التي أطلقها أنصاره في الكابيتول كما تسعى اللجنة إلى تسليط الضوء على الإخفاقات الأمنية التي أدت إلى تفاقم العنف.
وتكشف اللقطات لمحة تفصيلية عن إجلاء بيلوسي السريع من المبنى وهو ما تسبب في انزعاجها العميق بسبب اضطراها إلى الفرار من مثيري الشغب الذين كانت تخشى أن يعتبروا إخلاء المبنى انتصارا ملتويا على الحقيقة الأمر الذي دفعها للإصرار على العودة لإكمال التصديق على الانتخابات.
كما تظهر تحول تركيز بيلوسي السريع لعزل ترامب وهي الجهود التي نجحت في النهاية، فضلاً عن الاستعداد لإقالة مسؤولي أمن الكابيتول الذين اعتقدت أنهم أساءوا إدارة التهديدات للمبنى.
وصورت ألكسندرا بيلوسي اللحظات الفوضوية بعد نقل والدتها من قاعة مجلس النواب بواسطة مسؤولي شرطة الكابيتول عبر أنفاق المبنى إلى سيارتها التي كانت تنتظرها.
واعترفت شبكة “HBO ” بأن مقطع الفيديو الذي يبلغ طوله 10 دقائق والخاص بإجلاء بيلوسي قد جرى تعديله لإزالة التعليقات السيئة لحفيدها القاصر، الذي كان بجانبها أثناء عملية الإخلاء.
في البداية، وبخت بيلوسي مسؤولي الأمن لإجبارها على المغادرة وقالت “لم أقدر هذا.. أنا لا أؤيد هذا” وأضافت “إذا أوقفوا الإجراءات، فسينجحون في إيقاف التصديق على الانتخابات” ثم هاجمت مسؤولي أمن الكابيتول لفشلهم في توقع الهجوم.
وأشارت إلى أن الأعضاء سألوا أكثر من مرة “هل نحن مستعدون؟” وقالت “لسنا مستعدين.. هل نستدعي الحرس الوطني الآن؟.. كان ينبغي أن يكون هنا من البداية.. أنا فقط لا أفهم.. لماذا نمكن الناس بهذه الطريقة بعدم الاستعداد؟”
وسلط الفيديو الضوء على الجهود المحمومة التي بذلها زعماء الكونغرس لتسهيل وصول الحرس الوطني إلى الكابيتول وأيضا على إحباطهم من الانتظار لساعات بينما كان عناصر الكابيتول وشرطة العاصمة يشتبكون مع مثيري الشغب.
وخلال الانتظار كان أعضاء الكونغرس يتابعون الأخبار وسأل السيناتور الديمقراطي ديك دوربين “ما مدى السرعة التي يمكن لترامب أن يعفو بها عنهم؟” وخلال الأسبوعين الأخيرين من رئاسته لم يصدر ترامب قرارا بالعفو عن مثيري الشغب لكنه أشار مؤخرا إلى أنه سيفعل خلال ولايته الثانية.
ومع تفكيرهم في العودة إلى الكابيتول أصدر ترامب بيانا مصورا أشاد فيه بمثيري الشغب وكرر ادعاءاته الكاذبة حول سرقة الانتخابات لكنه حثهم على العودة إلى ديارهم.
وتعليقا على ذلك، قال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر “لا ينبغي لنا أن نتركه يفلت من العقاب” وردت “التمرد.. هذه جريمة، وهو مذنب بها”.
بحلول الصباح، كانت بيلوسي تناقش البيان الذي ستعلنه خلال مؤتمر صحفي لتقول إن ترامب يشكل خطرًا على الجمهورية وأنه حرض على “تمرد مسلح ضد أمريكا” لكنها رفضت اقتراح مدير الاتصالات في فريقها هنري كونلي الدعوة إلى استقالة رئيس شرطة الكابيتول ستيفن سوند وقالت إن “التركيز يجب أن ينصب على الرئيس” وأضافت أنها لن تستطيع أن تقول “سنعزل ترامب” لأن الديمقراطيين الوسطيين لا يؤيدون ذلك.
لكن اللجنة الفرعية للرقابة الإدارية في مجلس النواب، التي تقود التحقيقات حول الحادث أصدرت بيانا ينتقد بيلوسي لتحويل “الفشل إلى الرئيس ترامب” بدلاً من تحمل “المسؤولية عن فشلها في تأمين الكابيتول.
وانتقدت بيلوسي سوند واعتبرت أن الفشل يمتد إلى مستوى أعلى في شرطة الكابيتول وتحول النقاش إلى مصير مسؤول الأمن الأعلى في مجلس النواب، الرقيب بول إيرفينج الذي غادر منصبه بعد طلب بيلوسي التي اختتمت بالدعوة إلى إقالة ترامب من منصبه ووصفته بأنه “عدو محلي في البيت الأبيض” وفي النهاية لم يشمل بيانها تلك العبارات.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية