لغز تسعير العقارات في مصر.. كواليس لا يعرفها المشترون

لغز تسعير العقارات في مصر.. كواليس لا يعرفها المشترون

لم يعد سوق العقارات في مصر مجرد معادلة عرض وطلب كما يظن الكثيرون، بل أصبح لغزًا معقدًا تحكمه عوامل خفية تتداخل فيها القرارات الاقتصادية، والمضاربات، وتغيرات أسعار مواد البناء، إضافة إلى نفوذ كبار المطورين.

كواليس تسعير العقارات 

وبينما يلهث المشترون وراء وحدة سكنية تلبي احتياجاتهم، تبقى كواليس تسعير العقارات التي يرصدها تحيا مصر بعيدة عن أعينهم، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول من يحدد الأسعار فعليًا، ولماذا تتفاوت بهذا الشكل من منطقة لأخرى، بل وأحيانًا من مشروع لآخر داخل المنطقة الواحدة.

عوامل أخرى تلعب دورًا خفيًا في مشهد التسعير

ورغم أن ارتفاع أسعار الأراضي ومواد البناء يُعدّ مبررًا رئيسيًا يقدمه المطورون العقاريون، إلا أن الواقع يكشف أن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا خفيًا في مشهد التسعير، مثل سياسات البنوك في التمويل العقاري، وتوجهات الدولة في طرح المشروعات القومية، فضلًا عن دور السماسرة والمضاربين الذين يضخمون الأسعار بدعوى “الفرصة الذهبية” للاستثمار، كل هذه العناصر تخلق سوقًا تبدو في ظاهرها منظمة، لكنها في حقيقتها خاضعة لحسابات معقدة لا يدركها المشتري العادي.

وفي ظل غياب الشفافية الكاملة، يجد المستهلك نفسه أمام معادلة صعبة: أسعار ترتفع بوتيرة أسرع من دخله، ومشروعات مغرية على الورق لكنها محاطة بعلامات استفهام حول القيمة الفعلية مقابل ما يُدفع فيها، هذا الغموض لا يزيد من معاناة الباحثين عن سكن فحسب، بل يثير أيضًا مخاوف بشأن مستقبل الاستثمار العقاري في مصر، وما إذا كان السوق يسير نحو استدامة حقيقية أم مجرد فقاعة مؤقتة.

في المقابل، يرى خبراء أن السوق العقاري في مصر سيظل محافظًا على جاذبيته باعتباره الملاذ الآمن للاستثمار في ظل تقلبات أسعار العملات والذهب، إلا أن هذا لا يمنع من احتمالية حدوث تصحيح سعري إذا ما تباطأت القدرة الشرائية للمواطنين أو زادت المعروضات بشكل يفوق الطلب، وبين توقعات الاستقرار أو الانفجار، يبقى التسعير العقاري ملفًا غامضًا لا يُكشف عنه إلا في الكواليس، تاركًا المشترين بين خيار المغامرة وخيار الانتظار.

رجل الأعمال نجيب ساويرس: المطورون في مصر يقدمون فترات سداد طويلة بفوائد تصل إلى 25%

وكان قال رجل الأعمال نجيب ساويرس: في العالم كله هناك نظام التمويل العقاري الذي يتناسب مع دخل العميل، بينما المطورون في مصر يقدمون فترات سداد طويلة بفوائد تصل إلى 25%، وهو ما يجعل 70% من سعر الوحدة فوائد للأقساط وبالتالي المطورون لا يستطيعون العمل في ظل هذه الظروف.

المصدر : تحيا مصر

محمد الهلالي، كاتب متخصص في الأخبار يتمتع بخبرة واسعة في تغطية الأحداث المحلية والعالمية. يسعى لتقديم محتوى دقيق وشامل يضع القارئ في قلب الحدث، مع تحليلات معمّقة ورؤية متوازنة تعزز الفهم العام وتسلط الضوء على خلفيات الأخبار وتأثيراتها.