كشفت هيئة الإسعاف المصرية عن سلسلة من المواقف الإنسانية الاستثنائية التي شهدها عام 2025، عكست مدى الجاهزية والكفاءة العالية لأطقمها الطبية، بعدما نجح المسعفون في التعامل مع ثلاث حالات ولادة طبيعية متزامنة في محافظات القاهرة والفيوم والشرقية، في ظروف طارئة ومعقدة تطلبت سرعة تدخل ومهارة مهنية فائقة.
وأكدت الهيئة، في بيان رسمي، أن هذه الوقائع تمثل حصادًا مميزًا لعام استثنائي من حيث عدد الولادات الطبيعية التي أُجريت على أيدي الأطقم الإسعافية، مشيرة إلى أن سيارات الإسعاف لم تكن مجرد وسيلة نقل، بل تحولت في لحظات حرجة إلى غرف ولادة متنقلة، حافظت على سلامة الأمهات وأطفالهن حتى وصولهم إلى المستشفيات.
دار السلام وولادة توأم
البداية جاءت من حي دار السلام بمحافظة القاهرة، حيث تلقت غرفة عمليات هيئة الإسعاف بلاغًا يفيد بتعرض سيدة في شهرها السابع لآلام مخاض مفاجئة داخل محل سكنها؛ وعلى الفور، توجه طاقم إسعافي مكوَّن من المسعف ربيع عبد السلام وزميله فني القيادة علاء عيد إلى موقع البلاغ.
وبفحص الحالة، تبيّن للطقم أن السيدة بدأت بالفعل في عملية الولادة، وأن نقلها إلى المستشفى في تلك اللحظة قد يشكل خطرًا عليها وعلى جنينيها، خاصة مع تعذر تحريكها.
وأمام هذا الموقف الدقيق، باشر المسعفان مهامهما بمهنية عالية، حيث قاما بمساعدة الأم على وضع مولوديها التوأم في ولادة طبيعية كاملة داخل منزلها.
وعقب الولادة، قام الطاقم بتجفيف الطفلين وتحفيزهما، والتأكد من انتظام التنفس وسلامة المؤشرات الحيوية، إلى جانب المتابعة الدقيقة لحالة الأم الصحية؛ وبعد استقرار الحالة، جرى نقل الأم وطفليها إلى المستشفى لاستكمال الرعاية الطبية اللازمة.
قرية تطون بالفيوم
في محافظة الفيوم، وتحديدًا بقرية تطون التابعة لمركز إطسا، واجه طاقم إسعافي موقفًا لا يقل تعقيدًا، حيث داهمت آلام المخاض سيدة في العقد الثالث من العمر، وتعذر على أسرتها نقلها إلى المستشفى في الوقت المناسب.
وعلى الفور، تدخل الطاقم الإسعافي لنقل السيدة، إلا أن تطور الحالة كان أسرع من المتوقع، إذ اشتدت عليها آلام الولادة داخل سيارة الإسعاف أثناء التحرك؛ وهنا، تولى المسعف أبوبكر عبد الله عبد العزيز، برفقة فني القيادة تميم محمد حسن، توجيه الأم ومساعدتها على وضع مولودها في ولادة طبيعية آمنة داخل السيارة.
وقام الطاقم بعد ذلك بتجفيف الطفل وتحفيزه ومتابعة حالته الصحية، إلى جانب الاطمئنان على استقرار الأم، قبل استكمال الرحلة إلى المستشفى، حيث جرى تسليم الأم ورضيعها للأطقم الطبية المختصة لمتابعة الرعاية.
الشرقية
أما الحالة الثالثة، فقد شهدتها منشية رضوان بمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، حيث داهمت آلام المخاض سيدة أثناء نقلها إلى المستشفى، ما اضطر الطاقم الإسعافي للتدخل الفوري.
وتمكن المسعف السيد إبراهيم حسين، بمشاركة فني القيادة عاطف عبد السميع حسن، من مساعدة السيدة على وضع مولودها في ولادة طبيعية كاملة داخل سيارة الإسعاف، مع تقديم الرعاية اللازمة للطفل، وتحفيزه، والتأكد من سلامة علاماته الحيوية، ومتابعة استقرار الحالة الصحية للأم.
وعقب نجاح عملية الولادة، واصل الطاقم مرافقة الأم ورضيعها حتى وصولهما إلى المستشفى، حيث جرى الاطمئنان على سلامتهما واستقرار حالتهما الصحية.
جاهزية عالية ورسالة إنسانية
وأكدت هيئة الإسعاف المصرية أن هذه الوقائع تعكس المستوى المتقدم من التدريب والكفاءة التي يتمتع بها أطقمها الإسعافية، وقدرتهم على التعامل مع أدق الحالات الطارئة في أصعب الظروف، مشددة على أن سلامة المواطن تظل أولوية قصوى في جميع الأوقات.
ويأتي هذا الإنجاز ليؤكد أن رجال الإسعاف لا يقتصر دورهم على الاستجابة السريعة ونقل المصابين فحسب، بل يمتد ليشمل أداء مهام إنسانية دقيقة، قد تصنع الفارق بين الحياة والموت، وتمنح الأمل في لحظات شديدة الحساسية.
بين شوارع القاهرة وقرى الفيوم وريف الشرقية، كتبت أطقم الإسعاف المصرية فصولًا إنسانية مؤثرة خلال عام 2025، لتؤكد أن سيارات الإسعاف قد تتحول في لحظات حرجة إلى ملاذ آمن وبداية جديدة للحياة، وأن خلف صافرات الإنذار يقف أبطال يعملون بصمت، يحملون على عاتقهم رسالة إنقاذ الأرواح في كل زمان ومكان.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري

تعليقات