لأول مرة في تاريخها.. مصر تنتج قهوة 100% محلية من أراضي القناطر الخيرية

لأول مرة في تاريخها.. مصر تنتج قهوة 100% محلية من أراضي القناطر الخيرية

وضعت مصر قدما على طريق العالمية في العديد من المشروعات وجاءت القهوة لتسجل إنجازا جديدا يضاف لمصر، بعد أن كانت الأذهان دائما تتجه في القهوة إلى البرازيل أو اليمن، لما لهاتين الدولتين من تاريخ طويل وإرث عريق في زراعة البن وصناعة القهوة لكن المفاجأة الحقيقية والإنجاز اللافت هو ما حققته مصر مؤخرا، بعد أن نجح مركز بحوث البساتين في إنتاج قهوة مصرية خالصة 100% من أرض القناطر الخيرية، لأول مرة في تاريخ البلاد.

مصر تنجح في انتاج قهوة محلية 100%

هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة جهود بحثية وزراعية امتدت لأكثر من أربعة عقود، بدأت بإهداء اليمن لمصر مجموعة من شتلات البن في عام 1985، ضمن اتفاقية للتبادل العلمي، فحينها لم تكن البيوت المحمية الزراعية (الصوب) منتشرة، فتمت زراعة الشتلات تحت ظلال أشجار كبيرة كالنخيل والمانجو والأفوكادو، لتوفير البيئة الرطبة والمظللة التي يحتاجها نبات البن للنمو.

قهوة

على مدار سنوات طويلة، واجه المشروع العديد من التحديات والفشل المتكرر، لكن إصرار الباحثين لم يتوقف واستمرت التجارب حتى تحقق أول حصاد ناجح للبن المصري من أرض القناطر الخيرية، وهو ما شكل نقطة تحول في مستقبل الزراعة المصرية.

سنوات من البحث والتطوير.. والنتيجة فنجان قهوة مصري

ورغم تعرض تجارب كثيرة في زراعة البن في مصر للفشل خلال السنوات الماضية إلا أن استمرار الباحثين في المحاولات أظهر نتائج مبهرة في في محطة بحوث القناطر الخيرية، وتم التوصل إلى أول حصاد ناجح للبن في مصر.

قهوة

ومن جانبها أوضحت الدكتورة نهاد مصطفى، استشاري زراعة البن بمركز بحوث الجيزة، أن المشروع دخل مرحلة البحث الجاد منذ عام 2007، ونجح الفريق البحثي في تطوير طرق الإنبات والإنتاج ومن أبرز الإنجازات تقليص مدة إنبات بذور البن من 50-70 يومًا إلى 25-30 يوما فقط، وهو تطور علمي مهم يسمح بتوسيع الرقعة المزروعة وزيادة الإنتاج.

زراعة البن تنتشر في مصر

نجاح التجربة في القناطر الخيرية شجع على توسيع زراعة البن في محافظات أخرى مثل الإسماعيلية، البحيرة، أسيوط، وشمال سيناء، حيث تميزت الإسماعيلية تحديدا ببيئة مناسبة، لاسيما لوفرة أشجار المانجو التي تخلق الظل اللازم لنمو البن.

قهوة

ووفقا للدكتورة نهاد، فإن الطعم المبدئي للثمار مبشر جدا، لكن يتم حاليا إجراء تحاليل كيميائية دقيقة لتحديد نسبة الكافيين وعناصر الجودة قبل طرح المنتج تجاريا، مؤكدة أن الهدف من المشروع لا يقتصر على تحقيق إنجاز زراعي، بل يسعى أيضا إلى فتح أبواب جديدة للمزارعين المصريين لزراعة محصول اقتصادي مربح وعالمي الطلب، مما يقلل الاعتماد على الاستيراد.

تحديات زراعة البن في مصر

ورغم النجاح، فإن زراعة البن في مصر تتطلب شروطا خاصة مثل تربة جيدة خالية من الملوحة، الحماية من الصقيع، مصدات رياح، وظل كاف طبيعي أو صناعي، والمثير أن التجربة المصرية شهدت إزهارا مبكرا لأشجار البن في مارس بدلا من أبريل، ما يشير إلى ملاءمة مناخ مصر أكثر من المتوقع.

قهوة

لا يقتصر اهتمام محطة بحوث القناطر على البن فقط، بل تشمل التجارب محاصيل استوائية أخرى مثل الجاك فروت، السبوتة، الليتشي، الكازيدوا، والبيكان (نوع من المكسرات وصرح الدكتور عصام الأطرش، مدير المحطة، أن الهدف هو تنويع المحاصيل الزراعية في مصر وتوفير شتلات جديدة للمزارعين، ما يسهم في تقليل الواردات.

قهوة مصرية.. خطوة اقتصادية مهمة

نجاح زراعة البن في مصر لا يمثل إنجازا زراعيا فحسب، بل هو خطوة اقتصادية استراتيجية، فالقهوة من أكثر السلع استهلاكا عالميا، ومصر تستورد كميات ضخمة منها سنويا ومع نجاح هذه التجربة، يمكن لمصر مستقبلا تقليل فاتورة الاستيراد، وتوفير فرص عمل، ودخول سوق تصدير القهوة بمنتج يحمل بصمة مصرية فريدة.

قهوة

البرازيل تتصدر قائمة منتجي القهوة عالميا بنسبة 35%، تليها فيتنام، ثم إثيوبيا واليمن، ودخول مصر هذا السباق، حتى بنسبة بسيطة في البداية، يعني أن العلم والإرادة قادران على خلق واقع جديد، بعد سنوات طويلة من العمل الدؤوب.

نقلاً عن : الجمهور الاخباري

مها أحمد، كاتبة متميزة في قسم المنوعات، تمتلك موهبة في تقديم محتوى متنوع وجذاب يلامس اهتمامات القراء في مختلف المجالات. من خلال أسلوبها السلس والإبداعي، تغطي مها مواضيع شاملة تتراوح بين الثقافة والفن، الصحة، السفر، ونمط الحياة. تسعى مها إلى تقديم مقالات ممتعة ومفيدة تضيف قيمة إلى تجربة القارئ اليومية، وتعكس شغفها بنقل الأفكار الجديدة والنصائح العملية التي تهم كل أفراد الأسرة.