كيف يساعدك «شرب السوائل» على تخفيف التوتر وتقليل الضغط العصبي

كيف يساعدك «شرب السوائل» على تخفيف التوتر وتقليل الضغط العصبي

التوتر أصبح من أكثر المشكلات التي يعاني منها الكثير من الناس في حياتهم اليومية، فهو العدو الخفي الذي يستهلك طاقة الجسد والعقل معًا ويؤثر على الأداء في العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية، ومع أن هناك طرقًا عديدة للتعامل مع التوتر مثل ممارسة الرياضة أو النوم الكافي أو التأمل إلا أن «شرب السوائل» يلعب دورًا محوريًا ومؤثرًا في تقليل التوتر والضغط العصبي بشكل كبير، حيث إن الحفاظ على ترطيب الجسم يساهم في تحسين وظائف المخ والجهاز العصبي ويمنح الإنسان شعورًا بالراحة والاسترخاء.

العلاقة بين التوتر وشرب السوائل

عندما يتعرض الإنسان لحالات من التوتر يفرز الجسم هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين التي ترفع معدل ضربات القلب وتزيد من الشعور بالقلق، وفي هذه الحالة فإن الجسم يفقد الكثير من «السوائل» سواء عن طريق التعرق أو زيادة التبول أو حتى عبر التنفس السريع، لذلك فإن تعويض السوائل المفقودة يساعد على موازنة وظائف الجسم والتقليل من حدة التوتر، كما أن الماء يساعد على تنظيم درجة حرارة الجسم والحفاظ على استقرار الدورة الدموية مما يمنع تفاقم الأعراض الناتجة عن الضغط العصبي.

أهمية الترطيب في تخفيف التوتر

«شرب الماء» بانتظام يعد من أهم الطرق الطبيعية لتقليل التوتر، فالماء يعزز تدفق الأكسجين إلى الدماغ ويزيد من مستوى التركيز والانتباه، وهذا بدوره يقلل من الإحساس بالإرهاق العقلي الذي يفاقم التوتر، كما أن ترطيب الجسم يحسن من كفاءة الأعضاء الحيوية بما فيها القلب والدماغ مما يجعل الإنسان أكثر قدرة على التحكم في مشاعره وردود أفعاله تجاه المواقف الضاغطة، وقد أشارت دراسات عديدة إلى أن الأشخاص الذين يحافظون على شرب كميات كافية من الماء يوميًا يكونون أقل عرضة للشعور بالضغط العصبي مقارنة بغيرهم.

أنواع السوائل التي تساعد في تخفيف التوتر

لا يقتصر الأمر على الماء فقط، بل إن هناك مشروبات أخرى تساهم في تقليل التوتر، مثل شاي الأعشاب الذي يحتوي على مكونات مهدئة للأعصاب مثل البابونج والنعناع واللافندر، فهذه الأعشاب تساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتخفيف القلق بشكل طبيعي، كذلك فإن «الحليب الدافئ» معروف بتأثيره المريح حيث يحتوي على الأحماض الأمينية التي تساهم في تعزيز هرمون السيروتونين المسؤول عن تحسين المزاج، كما أن العصائر الطبيعية الغنية بالفيتامينات مثل فيتامين C تساهم في خفض مستوى هرمون الكورتيزول مما يقلل من أعراض التوتر.

تأثير الكافيين على التوتر

من الجدير بالذكر أن بعض المشروبات قد تزيد من التوتر بدلًا من أن تقلله، فالمشروبات الغنية بالكافيين مثل القهوة والمشروبات الغازية قد تؤدي إلى زيادة ضربات القلب ورفع مستوى القلق خاصة عند تناولها بكميات كبيرة، لذلك فإن الاعتدال في استهلاك هذه المشروبات ضروري لتفادي زيادة حدة التوتر، ويمكن استبدالها بمشروبات طبيعية خالية من الكافيين تساعد على الاسترخاء وتحسين جودة النوم.

السوائل والنوم الجيد وعلاقتها بالتوتر

النوم الجيد يعتبر وسيلة أساسية للتخلص من التوتر، وهنا يأتي دور السوائل في دعم هذه العملية، فشرب كوب من شاي الأعشاب المهدئ قبل النوم يساعد على تحسين جودة النوم ويقلل من القلق الليلي، بينما يؤدي الجفاف إلى صعوبة في النوم والشعور بالأرق مما يزيد من التوتر في اليوم التالي، لذا فإن شرب السوائل بانتظام طوال اليوم وبكميات معتدلة قبل النوم يضمن راحة نفسية أفضل ويحد من الضغوط العصبية.

نصائح عملية لشرب السوائل لتقليل التوتر

من المهم أن توزعي كمية السوائل التي تشربينها على مدار اليوم بدلًا من شرب كمية كبيرة مرة واحدة، واحرصي على حمل زجاجة ماء معك أينما ذهبت لتذكير نفسك بالترطيب المستمر، كما يمكنك إضافة شرائح من الفواكه مثل الليمون أو الخيار إلى الماء لإضفاء نكهة منعشة تشجعك على شرب المزيد، ويمكن أيضًا تناول مشروبات دافئة خالية من الكافيين في فترات المساء لتساعد على تهدئة الأعصاب والاستعداد للنوم بشكل أفضل.

شرب السوائل كجزء من أسلوب حياة صحي

التعامل مع التوتر لا يعتمد فقط على شرب السوائل بل هو جزء من أسلوب حياة صحي متكامل، فممارسة الرياضة بانتظام وتناول وجبات متوازنة والنوم في مواعيد منتظمة كلها عوامل تعزز من قدرة الجسم على مقاومة التوتر، ومع ذلك فإن الحفاظ على الترطيب يظل عاملًا رئيسيًا ومكملًا لبقية العادات الصحية، لأنه يساعد على تحسين الدورة الدموية وإمداد الخلايا بما تحتاجه من عناصر غذائية، مما يقلل من فرص استنزاف الطاقة النفسية والجسدية عند مواجهة الضغوط اليومية.

إن «شرب السوائل» ليس مجرد عادة صحية للحفاظ على نشاط الجسم بل هو وسيلة فعالة لتقليل التوتر والضغط العصبي، فمن خلال الحفاظ على الترطيب الجيد للجسم يمكن تقليل مستويات الكورتيزول وتحسين وظائف الدماغ وزيادة القدرة على التركيز والاسترخاء، كما أن اختيار المشروبات المناسبة مثل الأعشاب الطبيعية والحليب الدافئ والعصائر الطازجة يمنح الإنسان شعورًا بالراحة النفسية والهدوء، لذا فإن الاهتمام بشرب السوائل بانتظام يعد أحد «الأسرار الذهبية» لمقاومة التوتر والعيش بصحة أفضل.

نقلاً عن : القارئ نيوز

مها أحمد، كاتبة متميزة في قسم المنوعات، تمتلك موهبة في تقديم محتوى متنوع وجذاب يلامس اهتمامات القراء في مختلف المجالات. من خلال أسلوبها السلس والإبداعي، تغطي مها مواضيع شاملة تتراوح بين الثقافة والفن، الصحة، السفر، ونمط الحياة. تسعى مها إلى تقديم مقالات ممتعة ومفيدة تضيف قيمة إلى تجربة القارئ اليومية، وتعكس شغفها بنقل الأفكار الجديدة والنصائح العملية التي تهم كل أفراد الأسرة.