فيصل البناي رائد إماراتي بارز على قائمة «تايم» لأهم 100 بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

فيصل البناي رائد إماراتي بارز على قائمة «تايم» لأهم 100 بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي


اختارت مجلة «تايم» الأمريكية فيصل عبدالعزيز البناي، مستشار رئيس دولة الإمارات لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجية المتقدمة، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطوِّرة، ضمن قائمتها السنوية لأهم 100 شخصية مؤثرة في مجال الذكاء الاصطناعي.

في عام 2023 أنفق مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة بدولة الإمارات ملايين الدولارات لبناء سلسلة من النماذج اللغوية الكبيرة للذكاء الاصطناعي التوليدي، ثم قرر فيصل البناي نشرها عبر الإنترنت مجانا، معتبرا أنها ستعزز استقطاب المواهب.

وكانت النماذج، التي سُميت بـ”فالكون”، أفضل النماذج مفتوحة المصدر في وقت إصدارها، متفوقة على العروض المقدمة من عملاقي التكنولوجيا المتقدمة ميتا وغوغل، ومعززة لمكانة دولة الإمارات على خريطة الذكاء الاصطناعي عالمياً.

بحسب مجلة “تايم”، أكد “البناي” أن التركيز الآن ينصب على تعدد الوسائط والحصول على أداء أفضل بتكلفة أقل، ولتحقيق هذه الغاية أصدر مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة نموذجين أصغر في وقت سابق من عام 2024 الجاري، أحدهما يتمتع بقدرات الرؤية، والآخر يعتمد على بنية جديدة، وأشار إلى أن العمل جار حالياً على نموذج أكبر متعدد الوسائط من شأنه أن ينافس أمثال GPT-4o من OpenAI.

وشدد فيصل البناي على أولوية أن يكون لدى البلدان بديل مقنع مفتوح المصدر لـ”الذكاء الاصطناعي المملوك من اللاعبين الكبار”.

وفي الداخل يتم طرح نسخة من “فالكون” في نظام الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة،

وفي الوقت نفسه وافقت عدة دول، بما في ذلك صربيا وأوزبكستان وولاية ساو باولو البرازيلية، على رؤية “البناي” مفتوحة المصدر، ووقعت صفقات مع دولة الإمارات لاستخدام نماذجها.

ويشير فيصل عبدالعزيز البناي، أحد الرواد الملهمين في عالم الذكاء الاصطناعي اليوم، إلى أن دولة الإمارات في وضع جيد للاستفادة من طفرة الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن جزءًا من هذه الميزة هو رغبة الدولة في استخدام البيانات الخاصة، مثل السجلات التي تحتفظ بها المستشفيات والصناعات المدعومة من الدولة، لتدريب نماذج الملكية المستقبلية لعملاء الحكومة أو الشركات. لذلك الجوهرة الحقيقية تكمن في البيانات الخاصة.

فيصل عبدالعزيز البناي

ومنذ تأسيس مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في عام 2020، أُنشِئَت 10 مراكز بحثية متطورة أسهمت في استقطاب نخبة من المواهب تضمُّ 851 باحثاً من أكثر من 70 دولة، بمن في ذلك 193 مواطناً إماراتياً، للتركيز على البحث في المجالات ذات الأولوية، ومن أبرزها الأنظمة الآلية المستقلة، وتكنولوجيا الحوسبة الكمومية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وعمل المجلس على دعم البحث العلمي من خلال نشر 1114 بحثاً وورقة علمية، وتقديم 47 براءة اختراع، وتنفيذ 93 نموذجاً تكنولوجياً أولياً، اعتُمِد 22 نموذجاً منها للجهات المعنية. وعَقَد مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة أكثر من 110 شراكات عالمية في مجال البحث والتطوير، بما في ذلك برامج للتعاون المشترك مع مؤسَّسات عالمية رائدة في قطاع البحث والتطوير.

فيما أَطلق معهد الابتكار التكنولوجي، ذراع الأبحاث التطبيقية لدى مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، نموذج فالكون الذي يُعدُّ أول نموذج لغوي كبير مبني على الذكاء الاصطناعي التوليدي في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما طوَّر النسختين المحدَّثتين من النموذج، “فالكون 40 بي” و”فالكون 180 بي”، اللتين قدَّمتا أداءً تفوَّق على نماذج رائدة مطوَّرة من شركات كبرى عالمياً، كما وفَّر المعهد النموذج بالصيغة مفتوحة المصدر للاستخدامات البحثية والتجارية.

واستكمالاً لمسيرة الإنجازات التي حققها المعهد، أسَّس مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة شركة “AI71” المتخصِّصة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تركِّز في عملها على مجالات متعددة وتقدِّم خيارات غير مسبوقة للشركات والجهات الحكومية من مختلف الدول في سياق توفير حلول التحكُّم في بيانات الذكاء الاصطناعي واستضافة الخوادم ذاتياً بهدف تعزيز مستوى الخصوصية.

ويعدُّ معهد الابتكار التكنولوجي موطناً لواحد من أكبر الفِرَق المتخصِّصة في بحوث التشفير في العالم، إذ أطلق أوَّل وأكبر مكتبة للتشفير ما بعد الكوانتوم في دولة الإمارات. كما يعمل المعهد على تطوير أول كيوبت كمّي (وحدات تخزين المعلومات الحاسوبية) في العالم العربي، وهو إحدى أبرز المبادرات حول العالم لتطوير حاسوب كمّي.

ومن أهم الإنجازات الأخرى التي حقَّقها معهد الابتكار التكنولوجي، تطوير مواد عازلة لتغليف ألواح الطاقة الشمسية التي تساعد على تحسين الأداء، وتقليل عمليات الصيانة الدورية للألواح الشمسية، إضافةً إلى تطوير أنظمة ملاحة لا تعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي، تعزيزاً للخدمات اللوجستية الآلية والمستقلة، وابتكار أساليب جديدة لتسهيل عمل البعثات الإنسانية العالمية في إزالة الألغام، وكذلك تبنّي أساليب مبتكَرة لتعزيز أمن عمليات الاتصال الرقمي.

وأحرزت “أسباير”، ذراع إدارة البرامج التكنولوجية التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، تقدُّماً كبيراً في دفع جهود البحث والتطوير لإحداث تحوُّل نوعي في عمليات الابتكار التكنولوجي. وشملت أبرز إنجازات “أسباير” إطلاق دوري أبوظبي للسباقات المسيَّرة، لتسليط الضوء على مستقبل المنصات ذاتية القيادة من خلال الاعتماد على أحدث الوسائل التقنية والذكاء الاصطناعي، وتقنيات الاستشعار المبتكرة في سيارات السباق والطائرات بدون طيار وعربات القيادة على الكثبان الرملية. ومن المقرَّر إقامة أول سباق للسيارات المسيَّرة في حلبة مرسى ياس في 28 أبريل/نيسان 2024، حيث يحظى الجمهور بتجارب افتراضية وواقعية، ولمحة عن مستقبل الابتكار في مجال القيادة الذاتية.

وأبرمت “أسباير” شراكة مع مؤسَّسة “إكس برايز XPRIZE” لإقامة مسابقة “إطعام المليار التالي” التي تهدف إلى إيجاد بدائل للحوم الدجاج والأسماك. وتستقطب المبادرة نخبة من العلماء والخبراء والمتخصصين والمبتكرين للتنافس، وسيُعلَن عن الفائزين بالجائزة الكبرى، التي تبلغ قيمتها الإجمالية 15 مليون دولار أمريكي، خلال فعالية تقام في أبوظبي في صيف العام الجاري.

وتدير “أسباير” تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوتات، وهي مسابقة دولية للروبوتات تقام في أبوظبي، بمشاركة الجامعات ومراكز الأبحاث والشركات ونخبة من الخبراء المتخصِّصين في الابتكار من جميع أنحاء العالم، بهدف إيجاد الحلول المناسبة لأكثر التحديات الدولية تعقيداً، بالاعتماد على تكنولوجيا الأنظمة الآلية المستقلة.

وعلى مسار ريادة مستقبل الذكاء الاصطناعي، سيعمل مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة الذي يرأسه “فيصل البناي” على تعزيز منظومة البحث والابتكار، من خلال التركيز على مشاريع تقنية تنافسية، عبر إطلاق مبادرات وبرامج رائدة تهدف إلى تسريع تحوُّل أبوظبي إلى مركز عالمي لجذب الشركات الناشئة المبتكرة، واستقطاب نخبة من روّاد الأعمال في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.

وتشمل أجندة مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة توفير حلول تقنية متطورة في القطاعات ذات الأولوية، بما في ذلك مجالات تكنولوجيا المياه والطاقة المتجددة، وتشخيص الأمراض وتقديم البرامج العلاجية، وتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، ما يخدم تطلُّعات المستخدمين لضمان تبنّي أفضل الوسائل التكنولوجية لتعزيز جودة حياة أفراد المجتمع.

aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز FI

مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *