من رحم المعاناة يولد الأمل، ومن خلف قضبان أحد سجون إسرائيل، كتب الفنان الفلسطيني حسام أبو عيشة، أحداث مسرحية “عرق النعنع”.
استلهم “أبو عيشة” نص العرض من تجربته الشخصية التي قضاها نحو 3 سنوات في سجن “بئر السبع” الصحراوي في إسرائيل، ليصبح بطل الحكاية وشاهد عيان على العديد من القصص التي نقلها عبر مسرحيته المأخوذة من واقع حقيقي.
ستُعرض المسرحية الليلة على خشبة المسرح الوطني الفلسطيني، ويؤكد بطلها أنها تنتمي إلى نوعية عروض الميلودراما التي يقف فيها بمفرده، لكنه يجسد فيها 15 شخصية.
يقول أبو عيشة: “نسجت أحداث (عرق النعنع) من واقع عشته وأحداث حقيقية مررت بها خلال فترة اعتقالي في ثمانينيات القرن الماضي داخل سجن بئر السبع. وبعد 40 عامًا، قدمتها على خشبة المسرح، مستلهمًا الفكرة من عرق نعناع وجدته ينبت في وسط ساحة السجن. كان ذلك بمثابة بارقة أمل، حيث تحمل المسرحية رسالة مفادها بأن ساعات الليل أقرب إلى الفجر، وبأن الظلام سيتحول إلى نور، مما يضفي الأمل على النفوس”.
وعن تجسيده 15 شخصية في العرض بمفرده، أوضح: “دمجت بين 15 شخصية دون تقليد أصواتهم، بل جسّدت أحاسيسهم ونفسياتهم وظروفهم وطريقة تفكيرهم، وهي مسألة ليست سهلة”.
نقل “أبو عيشة” واقع الحياة في سجون إسرائيل بكل ما تحمله من معنى، قائلًا: “جسدت الحياة الداخلية للأسير الفلسطيني فلم أقدمه كـ (سوبر مان) أو رجل خارق، بل كإنسان طبيعي يحب ويعشق ويبكي ويحزن ويغضب، ولديه لحظات ضعف بجانب لحظات الإبداع التي تندرج تحت المثل الدارج (الحاجة أم الاختراع)”.
على سبيل المثال، كيف استطاع الأسرى تركيب 14 “راديو ترانزستور” في 14 قسمًا، واختراعهم لجهاز يشبه “الأوكس” بأدوات بسيطة مكنهم من رؤية الضباط بالسجن من بداية وصولهم حتى انتهاء دورية المرور.
سلط العرض المسرحي الضوء على جوانب متعددة من الواقع، بما في ذلك دور الحيوانات في نقل المراسلات بين الأسرى. قال أبو عيشة: “الأسرى اعتنوا بالحيوانات مثل العصافير والقطط، حيث كانت هناك قطة تدعى (ميسون) لعبت دورًا مهمًا في نقل المراسلات بين الأسرى.
استخدمت القطة إناء صغيرًا (برطمان) يُعلَّق في رقبتها لنقل الرسائل بين الأقسام، مما مكن الأسرى من معرفة أخبار بعضهم البعض.
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية