عدو واحد يواجه القوات الجوية الأمريكية.. هل حان الوقت لثورة تحديث؟

عدو واحد يواجه القوات الجوية الأمريكية.. هل حان الوقت لثورة تحديث؟


رغم أن القوات الجوية الأمريكية تتمتع بأسطول «مثير للإعجاب»، إلا أن المخاوف من أن الكثير من معداتها القديمة قد لا تكون فعالة في الصراعات الحديثة، وخاصة ضد الصين، تتزايد.

وفي حين تتصدر الولايات المتحدة الإنفاق الدفاعي العالمي، يقول وزير القوات الجوية فرانك كيندال إن الخدمة يجب أن تتواكب مع التطورات السريعة من خلال إخراج الطائرات القديمة من الخدمة والاستثمار في أنظمة متقدمة مثل الحرب الإلكترونية والقدرات السيبرانية وتكنولوجيا التخفي، مشيرًا إلى أن هذا التحول ضروري لمواجهة أنظمة الدفاع الجوي المتطورة بشكل متزايد والمقاتلات من الجيل الخامس.

إلا أنه مع ذلك، فإن التحدي يكمن في تحقيق التوازن بين التحديث والقيود الميزانية والإحجام السياسي عن التخلص من المنصات القديمة.

وتقول صحيفة «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكية، إن القوات الجوية الأميركية تواجه حاجة ملحة للتحديث في ظل التهديدات الصينية.

وتمتلك القوات الجوية الأمريكية تشكيلة من الطائرات، بدءًا من الطائرة U-2 Dragon Lady وحتى الطائرة A-10 Warthog، وطائرات C-130 Hercules وKC-135 Stratotanker، وطائرات F-15 Eagle وF-16 Fighting Falcon وF-22 Raptor وF-35 Lightning II.

وبكل المقاييس تقريباً ــ الكمية والجودة والتنوع والتخصص ــ فإن القوات الجوية الأمريكية نجحت في تجميع مجموعة من الطائرات هي الأكثر إثارة للإعجاب وقدرة في تاريخ البشرية.

ومع ذلك، ورغم الانتشار المثير للإعجاب للقوات الجوية الأمريكية، فإن المخاوف تتزايد من أن الأسطول أصبح عتيقا ــ قديما للغاية بحيث لا يتمكن من المشاركة بفعالية في صراع حديث، أي حرب مع الصين.

هل تحتاج القوات الجوية الأمريكية للتحديث؟

ونظراً لحجم الأسطول الحالي وتكاليف التحديث، فإن فكرة أن القوات الجوية الأميركية قد تحتاج إلى تحديث أسطولها بشكل كبير تثير قلق أي شخص يدرك حجم الإنفاق العسكري الأمريكي (أو العجز الفيدرالي) .

وبحسب «ذا ناشيونال إنترست»، فإن الولايات المتحدة تنفق على الدفاع أكثر من أي دولة أخرى على وجه الأرض، مشيرة إلى أن الإنفاق ليس قريباً حتى من هذا: فقد تضخمت ميزانية الدفاع الأمريكية إلى 900 مليار دولار سنوياً، وهو ما يهدد بتجاوز عتبة تريليون دولار.

وفي الوقت نفسه، تنفق الصين، الدولة الوحيدة التي تقترب حتى من الولايات المتحدة في الإنفاق الدفاعي، أقل من 300 مليار دولار سنويا على الدفاع، أي نحو ثلث إجمالي الإنفاق الدفاعي الأمريكي، ما يعني أن الولايات المتحدة تنفق نحو 300% أكثر من أقرب منافس لها في الإنفاق الدفاعي.

ماذا عن باقي الدول «العظمى»؟

تقول الصحيفة الأمريكية، إن روسيا التي كانت لفترة طويلة بمثابة الفزاعة الرئيسية للسياسة الخارجية الأمريكية، تنفق أقل من عُشر ميزانية الدفاع الأمريكية، لتحتل الآن المرتبة الثالثة في الإنفاق الدفاعي العالمي.

وتنفق المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا ــ التي تحتل المراكز السادسة والسابعة والثامنة في تصنيف الإنفاق الدفاعي العالمي على التوالي ــ أقل من 200 مليار دولار سنويا مجتمعة.

ورغم الإنفاق الدفاعي «الباذخ» في أمريكا، إلا أنه لم يكن كافياً لمواكبة بيئة التهديد الحديثة.

فهل حان الوقت لتحديث القوات الجوية الأمريكية؟

وأصر وزير القوات الجوية فرانك كيندال على أن الخدمة تحتاج إلى التحديث بسرعة لمواجهة التهديد الصيني، لكن التحديث لا يعني فقط نشر طائرات جديدة، كما يزعم كيندال وقادة آخرون في الخدمة – فالقوات الجوية بحاجة أيضًا إلى إحالة طائراتها القديمة إلى التقاعد.

في العام الماضي، قال كيندال: الحقيقة هي أن القوات الجوية تحتاج إلى أشياء مثل الحرب الكهربائية، وإدارة المعارك، والاستخبارات، والقدرات السيبرانية، وكل هذه الأشياء. إنها لا تحتاج فقط إلى الطائرات.

وأوضح كيندال أنه «مع تغير طبيعة الحرب، ستصبح أنظمة مثل الحرب الكهربائية، وإدارة المعارك، وما إلى ذلك، أكثر أهمية، ومن المرجح أن تتنافس مع المنصات التقليدية».

كيندال تابع: «لقد اضطررنا إلى التخلص من بعض [المنصات التقليدية] لتحرير الموارد اللازمة للمضي قدمًا. لقد كانت هناك مقاومة لذلك في الماضي».

ويشير، إلى التطور المتزايد لأنظمة الدفاع الجوي وما ينتج عن ذلك من عدم كفاية المقاتلات التقليدية – مثل طائرات إف-15 وإف-16، والتي تشكل الجزء الأكبر من أسطول مقاتلات القوات الجوية الأمريكية – للعمل ضد أنظمة الدفاع الجوي تلك.

لكن أغلب الأسطول الأمريكي يحتاج إلى تحقيق التفوق الجوي حتى يتمكن من العمل بنجاح، تقول «ذا ناشيونال إنترست»، محذرة من أن التغاضي عن ذلك، سيجعل مقاتلات الجيل الرابع الأميركية (وطائرات الدعم بالطبع)، عرضة لاصطيادها من قبل الرادارات الحديثة، وصواريخ أرض-جو الحديثة، ومقاتلات التفوق الجوي الحديثة.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن ما تحتاج إليه الولايات المتحدة هو طائرات قادرة على العمل ضد أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، ما يعني طائرات شبحية قادرة على التهرب من الاكتشاف، ومزودة بأنظمة رادار وصواريخ متطورة بما يكفي للتنافس مع مقاتلات الجيل الخامس.

ورغم أن الولايات المتحدة تمتلك طائرات تلبي الوصف المذكور أعلاه، من طائرة إف-22 رابتور التي لا تزال المقاتلة الأبرز في العالم من حيث التفوق الجوي، إضافة إلى طائرة إف-35 المقاتلة الأبرز في العالم من حيث الرادار ودمج البيانات والوعي بالموقف والترابط، إلا أن المعدات القديمة لا تزال تشكل أغلب أسطول القوات الجوية الأمريكية ــ وهو التكوين الذي بدأ مخططو الحرب الأمريكيون في معالجته.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن القوات الجوية تخطط لإخراج 310 طائرات من الخدمة، بما في ذلك المزيد من طائرات A-10 وE-3، بالإضافة إلى 32 طائرة قديمة من طراز إف 32، في السنة المالية 2024.

وقال كيندال: أعلم أنه من الصعب، على المستوى المحلي على وجه الخصوص، التخلص من الطائرات، في إشارة إلى إحجام المشرعين عن إحالة الطائرات إلى التقاعد وبالتالي حرمان السكان المحليين من الوظائف والموارد.

aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز FI

مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *