
احتفل الهلال الأحمر المصري، باليوم العالمي للصحة النفسية، تحت شعار “صحتك النفسية مش رفاهية… دي مسؤولية”، وذلك بحضور نخبة من أساتذة واستشاري الطب النفسي، وجاء الاحتفال هذا العام تحت شعار “الصحة النفسية في الكوارث والطوارئ”، حيث تم تسليط الضوء على دور الهلال الأحمر في تعزيز الصحة النفسية وتقديم خدمات الإسعاف النفسي الأولي في أوقات الكوارث والأزمات.
دور الهلال الأحمر
وقالت الدكتورة آمال إمام، المديرة التنفيذية للهلال الأحمر المصري، إن الهلال الأحمر يحرص دائمًا على التواجد في الصفوف الأولى عند وقوع الكوارث والأزمات، حيث تعمل فرق الاستجابة جنبًا إلى جنب مع فرق الدعم النفسي التي تؤدي دورًا بالغ الأهمية في الميدان، إذ تهتم بمعالجة “الجراح غير المرئية”، أي الأضرار النفسية الناتجة عن الصدمات، من خلال تقديم خدمات الإسعاف النفسي الأولي.
الحفاظ على الصحة النفسية لم يعد رفاهية
وأشارت الدكتورة آمال، إلى الجهود البارزة التي بذلها المتطوعون خلال أزمتي السودان وغزة، موضحة أن فرق الدعم النفسي لم تقتصر مهمتها على مساعدة المتضررين من الأزمات فقط، بل امتدت لتشمل أيضًا دعم المتطوعين أنفسهم، والتخفيف من الآثار النفسية الناتجة عن المواقف الصعبة التي واجهوها، وقصص الأشخاص الذين قدموا لهم المساعدة. وأضافت أن الحفاظ على الصحة النفسية لم يعد رفاهية، بل أصبح استثمارًا حقيقيًا في بناء إنسان متوازن نفسيًا، قادر على العطاء والتعافي، من خلال منظومة متكاملة من الدعم النفسي والاجتماعي وخدمات الصحة النفسية.
من جانبها، أوضحت الدكتورة آية يسري، استشاري الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي بالهلال الأحمر المصري ومديرة إدارة الحالة، أن دور الهلال الأحمر خلال الأزمات يتركز على تقديم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي كخط دفاع أول، ثم العمل على تعزيز المرونة النفسية لدى الأفراد، لتحويلهم من مجرد ناجين من الأزمات إلى أشخاص قادرين على التكيف والتعافي. وأكدت أن اكتمال عافية الإنسان لا يتحقق إلا بتوازن نفسي يسبق التوازن الجسدي.
وفي السياق ذاته، صرح الدكتور أيمن عباس، رئيس الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، بأن الصحة النفسية تمثل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وتعد أحد محاور تنفيذ رؤية مصر 2030، مشيرًا إلى أن استقرار الفرد نفسيًا ينعكس إيجابًا على استقرار الأسرة والمجتمع بأكمله.
وخلال جلسة نقاشية بعنوان «كيفية الحفاظ على الصحة النفسية في أوقات الكوارث والأزمات»، أوضح الدكتور عبد الناصر عمر، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس ورئيس مجلس إدارة مستشفى المشفى، أن رفع الوعي بأهمية الصحة النفسية، والتمييز بين العرض النفسي والمرض النفسي، يمثلان خطوة أساسية للحفاظ على صحة الإنسان النفسية. وأكد ضرورة أن يتحلى مقدمو الخدمات النفسية بمهارات التعاطف وليس العطف، لما لذلك من أثر كبير في جودة الخدمة المقدمة.
كما بيّنت الدكتورة منى الرخاوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة ورئيسة مؤسسة الرخاوي للتدريب والبحث، أن وعي الإنسان بقوته الفردية والجماعية يشكل عنصرًا جوهريًا في الحفاظ على صحته النفسية.
وأكدت الدكتورة إيمان جابر، نائب رئيس الأمانة العامة للصحة النفسية، أهمية التدريب المستمر من أجل ترسيخ مفهوم الصحة النفسية كجزء أساسي من جودة الحياة.
وفي هذا الإطار، أوضحت الدكتورة دينا علي، مستشارة الصحة النفسية بمنظمة اليونيسف، أن الصحة النفسية لا تعني فقط خلو الإنسان من الاضطرابات، بل تتجلى في قدرته على مواجهة التحديات النفسية وطلب الدعم عند الحاجة، مشددة على أنه لا يمكن تحقيق صحة جسدية سليمة دون صحة نفسية متوازنة.
من جانبه، أشار الدكتور أوسم وصفي، استشاري الطب النفسي، إلى أهمية أن يتعلم الإنسان مهارات الحياة، وألا يشعر بأنه مضطر للتضحية بنفسه من أجل إرضاء الآخرين، بل ينبغي أن يسعى لفهم ذاته من خلال تحليل مشاعره وأسبابها.
تعزيز الصحة النفسية
واختتم الدكتور أحمد سواحل، استشاري الطب النفسي، بالتأكيد على أن تعزيز الصحة النفسية يبدأ من خلال طرح القضية بأساليب متنوعة، ونشر الوعي عبر وسائل الإعلام والمدارس والجامعات، إلى جانب الاستفادة من الحوادث الناتجة عن الاضطرابات النفسية لتوضيح طبيعة المرض النفسي وطرق التعامل معه. كما شدد على أهمية تثقيف الذات، ومراجعة الطبيب عند الشعور بأي أعراض نفسية، حفاظًا على السلامة النفسية العامة.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري
تعليقات