في عالم التصميم والفن، أطلق المعماري والفنان الإيراني “محمد سيمري” مشروعًا فريدًا يمزج بين تراث السجاد الإيراني العريق والفخامة المعاصرة للسيارات الرياضية الفاخرة، ليعيد تخيل سيارات مثل بوجاتي، بورش، ومرسيدس-بنز وهي مغطاة بالكامل بنقوش السجاد العجمي التقليدي.
أثار هذا التصميم المبتكر ضجة في الأوساط الفنية والتصميمية، ولاقى تغطية واسعة من وسائل الإعلام بما في ذلك موقعي CNN عربي ومرسال.
انعكاس التراث الإيراني على عالم السيارات
يُعد مشروع سيماري محاولة فنية جريئة لتقديم السجاد الإيراني — الذي يحمل رمزية ثقافية وعمقًا تاريخيًا — في سياق غير تقليدي: داخل مقصورات السيارات الفاخرة.
يقول سيماري في تصريح لـ CNN عربي: “اندمجت تجربتا السجاد والتكنولوجيا الرقمية بشكل طبيعي فكانت محاولة لإعادة تفسير الجمال الخالد للسجاد من خلال عدسة عالم السيارات الحديث.”
يعتمد العمل على الذكاء الاصطناعي في توليد التصاميم البصرية، حيث يوجه سيماري المفهوم البصري والمعالم الأساسية للمشاهد، فيما يتولى الذكاء الاصطناعي مهمة توسيع الخيال وتطوير الأنماط إلى لوحات زخرفية غنية.
بوجاتي ومرسيدس كلوحات فنية
من بين السيارات التي ركّز عليها سيماري في مشروعه المبتكر، برزت بوجاتي ومرسيدس-بنز ككاميرات معبرة.
بحسب تقرير مرسال قطر، الصور التي نشرها سيماري تظهر بوجاتي مغطاة بنقوش السجاد الإيراني بألوان وزخارف تقليدية، مما يحولها إلى “تحفة فنية متنقلة” تجمع بين الوراثة والعصرية.
في حالة مرسيدس، اختار سيماري سجادًا من طراز فراهان (Farahan rug) ليكسو أجزاء المقصورة بالكامل، من أرضيات السيارة إلى الصندوق الخلفي وحتى سطح الأمتعة، ما يضفي لمسة باروكية – تقليدية في آن واحد – تعيد السيارة إلى جذور الحرف اليدوية الإيرانية.
ما وراء الجمال البصري لهذا الدمج غير المتوقع، هناك رسالة أعمق من مجرد ديكور: إن استخدم السجاد الإيراني في هذه السيارات لا يعكس فقط ذوقًا جماليًا، بل يعيد الاعتبار إلى تقاليد الحرف اليدوية الدينية والثقافية الإيرانية.
سيماري يصف هذا المشروع بأنه احتفاء بالتراث، لكن ضمن لغة التكنولوجيا الحديثة، ما يسمح للجمالية التقليدية بأن تستمر في شكل جديد وعدد لا متناهي من الأشكال.
دمج السجاد في مقصورة السيارة لم يكن مهمة سهلة من الناحية التقنية. بحسب تقارير المصمم، استغرق تثبيت السجاد وتشريب الزخارف في جسم السيارة عدة محاولات من قبل منجّدين محترفين، مع كسر عدة زوجات من المقصّات باهظة الثمن أثناء العمل.
كما أن تحويل مفهوم تصميم داخلي تقليدي كسجادة إلى نموذج سيارة يتطلب التفكير في عوامل مثل المتانة، مقاومة الاهتراء، وسلامة الركاب، وهو ما يعكس التوازن الدقيق بين الفكرة الفنية والتطبيق الهندسي.
انتشرت أعمال سيماري بشكل سريع في وسائل الإعلام الرقمية، ولاقَت اهتمامًا من منصّات فنية وثقافية حول العالم. وقد ظهر مشروعه في تقارير فنية وتغريدات عبر منصات مثل Colossal التي سلطت الضوء على كيف يمكن لسيارات فاخرة أن تصبح “منحوتات فنية تسير على عجلات”.
يذكرنا هذا المشروع بأن السيارة ليست مجرد أداة نقل، بل يمكن أن تكون رمزًا فنيًا وثقافيًا يحمل ذكريات وهوية، ويعيد الربط بين الماضي والحداثة بطريقة بصرية مُبهِرة.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري

تعليقات