للسياسة “تكتيكات” وتحلو كرة القدم بـ “المراوغات”، ومن يجيد المرواغة ويُحسن التكتيك سيحرز الهدف في المضمارين.
واختار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن يختبر مراوغاته وتكتيكاته، في السلطة وكرة القدم أيضا، فوسط أجواء سياسية ساخنة، أراد أن يُخفف ضغوط وأعباء الحُكم بمباراة في كرة القدم.
ستارمر المعروف بأنه من كبار مشجعي فريق أرسنال لكرة القدم، شوهد أمس وهو يلعب مباراة في “دوري الأحد” مع أصدقائه في العاصمة لندن، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة “ذي صن” البريطانية.
وارتدى زعيم حزب العمال زي منتخب انجلترا لكرة القدم، كما ظهر وهو يرتدي شريط دعم مطاطي بسبب إصابة في الركبة تعرض لها قبل المباراة.
وكما يصنع ستارمر السياسات في حكومته، اختار مركز صانع اللعب في خط الوسط، خلال المباراة.
وإن كان إحراز الأهداف في مضمار السياسة يقتضي المبادرة، فإن ستارمر بادر بإطلاق تسديدة قوية خلال المباراة، إلا أن حارس مرمى الفريق الخصم، تصدى لها، ليواصل رئيس الوزراء حث فريقه على الاستمرار في اللعب، فالسياسي اعتاد ألا يستسلم أبدا.
ولا تخلو السياسة من المناكفات والاعتراضات، وهو ما لجأ إليه ستارمر في الملعب، إذ شوهد يناقش الحكم في قراراته.
وقال أحد المارة: “من الواضح أنه كان يستمتع.. لا بد أنه كان يخفف من ضغوط إدارة البلاد اليومية.”
وظهر ستارمر في ملعب كرة القدم بعد ساعات فقط من مبارزة ساخنة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، قال فيها إنه “سعيد لعدم شعبيته”.
وأوضح ستارمر أنه على استعداد ليكون “السيد غير المحبوب” من خلال خفض بدل الوقود الشتوي للمتقاعدين.
ويواجه رئيس الوزراء البريطاني غضبا شعبيا متزايدًا هذه الأيام بسبب إلغاء الإعانة التي تصل قيمتها إلى 300 جنيه إسترليني، والمقدمة لعشرة ملايين من المسنين في بريطانيا.
وأكد ستارمر، رفضه لتقديم أي تنازلات أخرى لكبار السن، إذ تسعى حكومته إلى سد فجوة تمويل تبلغ 22 مليار جنيه إسترليني.
وقال: “سنضطر إلى أن نكون غير شعبيين. القرارات الصعبة هي قرارات صعبة. القرارات الشعبية ليست صعبة، بل هي سهلة”، مضيفا: “عندما نتحدث عن القرارات الصعبة، فأنا أتحدث عن الأشياء التي تهربت منها الحكومة الأخيرة، والحكومات بشكل عام”.
وأعرب عن قناعته بأن هروب الحكومات السابقة من القرارات الصعبة، كان سببا في عدم حدوث التغيير الذي نحتاجه في البلاد.
لكن وزير الصحة ويس ستريتنج، قال في وقت سابق إنه ليس “سعيدًا” بهذا القرار، مضيفا: “اعتقد أنه خيار صعب، وقد تعرضنا للكثير من الانتقادات السياسية بسببه، وهو ما يوضح الألم السياسي الناجم عنه”.
وقالت النائبة عن حزب العمال، راشيل ماسكيل، وهي واحدة من أكبر منتقدي الحكومة بشأن هذه القضية: “يتعين علينا أن نعود إلى السبب الذي دفع رئيس الوزراء السابق جوردون براون إلى تقديم هذه الإعانة، هو لم يكن يريد أن يصاب الناس بالبرد خلال فصل الشتاء، ويجب علينا بالتأكيد أن نحافظ على هذه القيم.”
aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز
مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية
