رؤية المرأة العمانية

رؤية المرأة العمانية

 

 

فاطمة الحارثي

 

 

توضع المرأة دائماً في حيز العناية والاهتمام والتعزيز، أي أن لها أولياء أمور بلا عدد ولا حصر، بالرغم من أنها ذات مُستقلة أتت فردا كغيرها وستغادر وتحاسب فردا أيضًا، وهنا لي أن أتطرق إلى الرعوية التي تُحاط بها من كل جانب، ربما قد تخالفني الرأي لأنَّ ما أراه رعوية قد تراه حبًا وعناية؛ في الجانب الآخر نرى أنها مدرسة ومربية، إن استقام فعلها وأداؤها أصبح العيش رغدا وسرورا، وإن عطب في شيء تراكمت الخسائر بلا نهاية، وهي في كل ما تُقدمه نلمس الثمار والنمو والرخاء أو العكس تماما؛ إذا هل بالفعل تحتاج المرأة إلى كل هذا الزخم والمتناقضات تحت مسمى الاهتمام والدعم.

 

اطلقوا العنان لرؤيتها الخاصة، فقد تتفوق وترفع من تسارع النهوض المطلوب سواء المجتمعي أو الاقتصادي، لاحظوا أنني استخدمت مفردة “اطلقوا” والذي يتبادر إلى الأذهان من قد أقصد أو لمن أوجه هذا الطلب، وللأسف هذا هو المعتاد في الحديث عنَّا، ورسالتي هنا تخصها بذاتها، أطلقي العنان لرؤية تسمو بنا جميعاً وبالمجتمع والاقتصاد إلى حيث الرفاه والسؤدد. لا تتراخي بسبب الخوف ولا تترددي لأسباب تجهلينها، تقدمي بالمحاولة فأنت لها والحياة بطولها وعرضها لحظة، أي لا شيء نخسره، أقلها تنالين شرف المحاولة. أطلقي رؤيتك نحو مواكبة برامج رؤية عمان فيما يختص بالاقتصاد والمجتمع والعالمية، فالبرامج قد تُنفذ بحدود الأهداف الموضوعة، وقد تتفوق وتتميز عن المتوقع ببصمتك، التي يقينًا ستحقق الاستثنائية في النتائج والطموح.

 

كُل حسب دوره، ننسج الرؤى ونواكب نحو التوازن لتسريع عجلة الإنجازات، كقائدة ومربية وتاجرة وأديبة وعالمة وكل الأدوار لا استثناء، فهي مهمة ولها الأثر والتأُثير في نهضة عمان ونموها المستدام، نحن شركاء في جميع الحالات، بدون التعاضد والتآزر لا مجتمع واقتصاد ولا مستقبل، في بعض رؤيتي أن الشراكة هي التكامل الحقيقي، فعلى المرأة أن تولي كل الاهتمام لدورها والرجل كذلك، فالازدهار يكمن في قيمنا، والارتقاء يكمن في مبادئنا، والاستدامة في الرحمة بيننا. وكأبسط مثال لو جاز لي طرحه، نجد بعض التعامل والمعاملة العملية فيها الكثير من الحرص والاحتراف، خوفاً من فقط مصادر الدخل، وفي المقابل وأنا لا أعمم هنا نجد الشقاق وسوء العلاقات بين الأسر وأفرادها، بالرغم من أن الأول قائم وثابت لأنَّ أمر الله في رزقك هو الحكم، وعدله وسع كل شيء، أما الأسرة فحياتك ومصير أجيال ومجتمع، والحرص على الحفاظ على تلك الشراكة أمر واجب ومسؤولية تُسأل عنها أمام الله، ومثلما تقوم القيادة في محل العمل على الإصغاء وبناء الفرق والعناية باستدامة المؤسسة، هو ذات الجهد المطلوب في التربية المنزلية، فامتداد واستدامة الأسرة بذات الأهمية، وبناء القادة لا يجب أن يقتصر في المؤسسات والشركات، وأيضًا في منازلنا وأسرنا وأقربائنا. والرجل شريك مع المرأة في ذلك، ولا يجب أن يختلف السلوك أو نصنع التفضيل بين حياتنا العملية والأسرية.

 

مُلهمات الأرض ومن عليها، اصنعي من ابنك قائدا وادعمي زوجك شريكا فاعلا، وعززي النصح لأخيك، وقدمي الوفاء لوالدك، وأطلبي المثل منهم، فهو حقك بالرغم من المورثات الدخيلة على مجتمعنا، والتي زعزعت الكثير من الثوابت والرحمة في العلاقات، ولا تقبلي بأقل من ذلك؛ تذكري وإن كان لديك ولي على الأرض فأنت يوم الحشر تأتين الله فردا، وتُحاسبين فردا، ولن يُغني عنك أيا كان أو يتحمل عنك الأوزار.

 

سمو…

 

كل الأيام هي لنا، والمنجزات شراكة كانت وستبقى، نحن أنتم وأنتم نحن؛ وعُمان ومستقبلها لنا جميعاً في السراء دائماً وغيرها.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *