
في ظل ما يعيشه الناس من ضغوط حياتية متزايدة وهموم يومية وضبابية مستقبلية، يتجه الكثيرون إلى التمسك بالروحانيات واللجوء إلى الدعاء كوسيلة للطمأنينة والتوازن النفسي. وتُظهر مؤشرات البحث على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي تزايدًا لافتًا في الاهتمام بـ أدعية تفريج الكرب والهم والحزن، خصوصًا تلك المأثورة عن رسول الله محمد ﷺ، لما تحمله من قوة معنوية وروحية مستمدة من الوحي والسنة الشريفة.
ويبحث المسلمون عن أدعية مأثورة في أوقات الشدة، طلبًا للسكينة والفرج، ولعل أبرزها ما جاء في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ حين قالما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً، قال: فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها. رواه أحمد، وهو صحيح.
أدعية نبوية تلهم الملايين
ومن جملة الأدعية التي وردت عن النبي ﷺ لتفريج الكرب ما رواه الصحابة في مواقف مختلفة:
“عن نفيع بن الحارث، أن النبي ﷺ قال: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت”.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي ﷺ كان يدعو عند الكرب قائلًا: “لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم” – متفق عليه.
وفي حديث أسماء بنت عميس، قالت: علّمني النبي ﷺ أن أقول عند الكرب: “الله الله ربي لا أشرك به شيئًا” – رواه أبو داود.
وكان النبي ﷺ يكثر من الدعاء: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن” – رواه البخاري.
وأوصى ﷺ بكلمة يونس عليه السلام في بطن الحوت: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، وقال: “ما دعا بها مكروب إلا فرّج الله عنه” – رواه الترمذي.
كما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن النبي ﷺ لقّنه عند الكرب أن يقول: “لا إله إلا الله الكريم الحليم، سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين” – رواه أحمد.
الدعاء ملاذ النفوس في زمن الأزمات
ويؤكد علماء النفس والاجتماع أن اللجوء إلى الدعاء والتسليم لله تعالى يمثل أحد أقوى أدوات التوازن النفسي ومقاومة القلق، حيث يمنح الإنسان شعورًا بالأمل والارتباط بقوة أعظم منه، خاصة في ظل ما يمر به العالم من أزمات اقتصادية ونفسية واجتماعية.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري
تعليقات