كشفت دراسة حديثة أن هناك تفاعلا بين الألياف الغذائية وميكروبيوم الأمعاء والذي قد يكون مفيدًا في مكافحة السرطان، حيث تشير دراسات أُجريت على الفئران إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالألياف قد يُساعد في دعم وظيفة الخلايا المناعية التي ترصد السرطان وتقضي عليه.
شراكة لتعزيز المناعة
يُعد الجهاز المناعي خط الدفاع الأساسي للجسم ضد السرطان، حيث تلعب الخلايا التائية القاتلة CD8+ دورًا رئيسيًا في مهاجمة الأورام، لكن مع تكرار المعارك، تفقد هذه الخلايا فعاليتها بسبب الإرهاق، حيث كشفت الدراسة أن التغييرات البسيطة في النظام الغذائي، مثل زيادة تناول الألياف، تؤثر إيجابيًا على ميكروبيوم الأمعاء، الذي يطلق مواد تعيد تجديد نشاط هذه الخلايا المناعية وفقاً لموقع live science.
اكتشاف دور الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة
أظهرت الدراسة أن بكتيريا القولون تقوم بتخمير الألياف الغذائية، مما يؤدي إلى إنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة، ومنها “الزبدات” التي تساعد في تجديد خلايا CD8+ المنهكة. وبيّن الباحثون أن هذه الخلايا المتجددة تشبه الخلايا التي تُستهدف في العلاجات المناعية الحديثة.
نتائج واعدة
أظهرت التجارب على الفئران المصابة بسرطان الجلد الميلانيني أن النظام الغذائي الغني بالألياف يزيد من إنتاج الأحماض الدهنية ويعزز من نشاط الخلايا التائية. كما أدى إلى بطء نمو الأورام وحجم أصغر مقارنة بالفئران التي تناولت نظامًا غذائيًا منخفض الألياف. أما في الفئران التي تفتقر إلى الخلايا التائية، فلم يؤثر النظام الغذائي الغني بالألياف على تقدم المرض، ما يؤكد الدور الحاسم لهذه الخلايا في مقاومة السرطان.
خلايا مناعية متجددة ذات فعالية طويلة الأمد
وجد الباحثون أن الخلايا التائية المعززة بالألياف تتركز في العقدة الليمفاوية التي تصرف الورم، وتحمل علامات تدل على قدرتها على مكافحة السرطان والبقاء نشطة لفترة طويلة، مع إمكانية تمايزها إلى مجموعات فرعية متعددة.
مستقبل البحث
قال الباحثون إن نتائجهم تختلف عن الدراسات السابقة التي ركزت على أنواع بكتيرية محددة، مشيرين إلى أن الأهمية تكمن في نشاط الميكروبات وليس في أنواعها فقط. ويخطط الفريق لإجراء دراسات سريرية على مرضى سرطان الجلد للتحقق مما إذا كانت زيادة تناول الألياف والزبدات يمكن أن تحسن من فعالية الخلايا المناعية لدى البشر.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري

تعليقات