دراسة أمريكية تكشف كيف يقسم الدماغ الأيام إلى “مشاهد سينمائية”

كشفت دراسة أمريكية حديثة، نشرت في مجلة Current Biology في 3 أكتوبر، كيف يقوم الدماغ بتقسيم تجارب الحياة اليومية إلى فصول أشبه بمشاهد سينمائية، حيث يفصل بين الأنشطة المختلفة بشكل يشبه انتقالنا بين المشاهد في الأفلام.

الدماغ يحدد مشاهد يومنا بناءً على الأولويات

أظهرت الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين بقيادة “كريستوفر بالداسانو”، أستاذ علم النفس في جامعة كولومبيا، أن الدماغ لا يعتمد فقط على التغيرات البيئية الخارجية لتحديد نهاية مشهد وبداية آخر، بل يتدخل في عملية التقسيم بناءً على الأولويات والأهداف الشخصية.

كيف تقسم الدماغ الأحداث اليومية؟

ولفهم هذه الظاهرة، قام الباحثون بتجربة باستخدام 16 قصة صوتية قصيرة تتناول مواقف يومية في أماكن مثل مطعم ومحاضرة ومحل بقالة، وتضمنت مشاهد اجتماعية مثل إتمام صفقة عمل أو عرض زواج.

استمع المتطوعون لهذه القصص أثناء إجراء مسح بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لتتبع نشاط الدماغ، خاصة في منطقة القشرة الجبهية الأمامية الوسطى (mPFC)، والتي تشارك في تحليل الأحداث المحيطة.

وعندما تم توجيه المتطوعين للتركيز على الجوانب الاجتماعية للقصة، مثل إتمام صفقة أو حدوث انفصال، أظهرت أدمغتهم نشاطًا عاليًا عند تغيير الحدث الاجتماعي الرئيسي. ولكن عند توجيههم للتركيز على المكان، تغيرت طريقة تقسيمهم للأحداث، مما يؤكد أن الذاكرة تعتمد بشكل كبير على الأهداف التي نحددها لأنفسنا.

فرصة لتطوير علاجات الذاكرة

وأشار “ديفيد كليوت”، أستاذ علم النفس المعرفي في جامعة كاليفورنيا، الذي لم يشارك في الدراسة، إلى أن هذه النتائج توضح مدى المرونة التي يتمتع بها الدماغ في اختيار ما يتذكره، مما يعطينا سيطرة أكبر على تنظيم ذكرياتنا.

وأضاف الباحثون أن هذه النتائج قد تساعد في تطوير علاجات تستهدف تحسين الذاكرة لدى المصابين باضطرابات مثل اضطراب ما بعد الصدمة والخرف، من خلال التركيز على اللحظات المفتاحية التي تحمل أكبر قدر من الأهمية في الأحداث.

الخطوة التالية: دراسة تأثير الوعي في تقسيم الأحداث
في الخطوة التالية، يعتزم الفريق البحث في كيفية تأثير تقسيم اليوم بشكل واعٍ على الذاكرة طويلة المدى، ومدى تأثير تغيّر التركيز على تفاصيل القصة التي يتذكرها الناس، مما قد يفتح آفاقًا جديدة لفهم أعمق لآليات الذاكرة البشرية.