دراسة أمريكية: آثار الصدمات النفسية في الطفولة تمتد إلى الشيخوخة

دراسة أمريكية: آثار الصدمات النفسية في الطفولة تمتد إلى الشيخوخة

كشفت دراسة أمريكية جديدة عن حقيقة صادمة، مفادها أن صدمات الطفولة النفسية لا تندمل بمرور الزمن، بل تمتد آثارها السلبية لتؤثر على الصحة النفسية والجسدية للأفراد حتى في مراحل الشيخوخة.

وأكدت الدراسة أن الأطفال الذين يتعرضون لأي نوع من الصدمات النفسية، سواء كانت إساءة جسدية أو نفسية، أو فقدان أحد الوالدين، أو حتى ظروف معيشية قاسية، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالألم المزمن، والاكتئاب، والشعور بالعزلة في سنواتهم الأخيرة.

وأجرى الدراسة، التي نُشرت نتائجها في دورية الجمعية الأميركية لطب الشيخوخة، فريق بحثي من جامعتي كاليفورنيا وميشيغان، حيث قاموا بتحليل بيانات نحو 6500 أمريكي تجاوزوا الخمسين من العمر

وتوصل الباحثون إلى علاقة قوية بين الصدمات التي يتعرض لها الأطفال في سن مبكرة وبين تدهور صحتهم النفسية والجسدية في الشيخوخة، فالأطفال الذين لم يتعرضوا لأي صدمات كانوا أقل عرضة بنسبة 46% للشعور بالألم الشديد أو المتوسط، وأقل عرضة بنسبة 12% للشعور بالوحدة، مقارنة بأقرانهم الذين تعرضوا لخمس صدمات أو أكثر.

وأوضح الباحثون أن الصدمات النفسية تترك ندوباً عميقة في نفسية الفرد، مما يؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب، ويضعف قدرته على التعامل مع ضغوط الحياة، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة وتبني عادات صحية سيئة.

ودعت الدراسة إلى ضرورة إيلاء اهتمام أكبر لصحة المسنين الذين تعرضوا لصدمات في طفولتهم، وتوفير برامج دعم نفسي واجتماعي مناسبة لمساعدتهم على التغلب على آثار هذه الصدمات وتحسين نوعية حياتهم.

وأكد الباحثون على أهمية الوقاية من الصدمات النفسية في الطفولة، وتوفير بيئة آمنة ومحبة للأطفال لحمايتهم من الآثار المدمرة لهذه الصدمات على المدى الطويل.

 

المصدر: صحيفة الوئام السعودية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *