استعادت القوات الروسية بعض الأراضي في كورسك، بعدما بدأت هجومًا مضادًا كبيرًا الأربعاء، ضد القوات الأوكرانية التي توغّلت في غرب روسيا الشهر الماضي، وتم استرجاع 10 مناطق سكنية في كورسك، حسبما أوردت وكالة “تاس” للأنباء.
وشنَّت أوكرانيا في السادس من أغسطس، أكبر هجوم خارجي على روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، واقتحمت الحدود، وتوغّلت في منطقة كورسك بآلاف الجنود المدعومين بأسرابٍ من الطائرات المسيّرة والأسلحة الثقيلة، بما في ذلك أسلحة غربية الصّنع.
وفي السياق، يرى سيرجي بورفيوف، الدبلوماسي الروسي السابق والمحاضر في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، أنه بعد مرور أكثر من شهرٍ على بداية معركة كورسك في روسيا، يمكن وصف الوضع بالمعقّد جدًا، والمعارك دائرة على أشدّها، وهي عبارة عن قصف مدفعي متبادل، وإلى الآن لم تنفّذ القوات الروسية هجومًا حاسمًا، مشيرًا إلى أن رهان كييف على انسحاب موسكو من جبهة “دونباس”، باء بالفشل عقب الاستيلاء على كورسك، بل على العكس، يتقدّم الروس أكثر وأكثر على هذه الجبهة، واحتلوا المزيد من الأراضي، والأعمال القتالية مستمرة.
ويشدّد سيرجي بورفيوف، في حديث خاص لـ”الوئام”، على أن تحرير كورسك أمر لا بدّ منه، مؤكدًا أن القوات الروسية يجب أن تنفّذ عمليات هجومية في المستقبل القريب، كما أنه لا يمكن الانتقال إلى الحوار السياسي والسلمي وإلى المائدة الدبلوماسية، دون تحرير الأراضي الروسية، وهذا القرار مُتّخذ بالفعل في الكرملين.
ويقول الدبلوماسي الروسي السابق: “لديَّ يقين بأنَّ القيادة الأوكرانية تطلب من الغرب عامّة، والولايات المتحدة الأمريكية خاصّة، السلاح والعتاد والطائرات المقاتلة، بسبب انخفاض التصنيع الحربي الأوكراني وتدميره”.
ويختتم المحاضر في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو حديثه قائلاً: “القوات الروسية حقَّقت نجاحات كبيرة في شرق أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة، ما قد يُجبر كييف على سحب قواتها مِن كورسك، تفاديًا لانهيار الجبهة في دونباس والتي تضم دونيتسك ولوجانسك”.
المصدر: صحيفة الوئام السعودية
