خفض الفائدة العالمية وزيادة الطلب من الصين والهند يدعمان أسعار الذهب

خفض الفائدة العالمية وزيادة الطلب من الصين والهند يدعمان أسعار الذهب

قال الدكتور على الإدريسى، الخبير الإقتصادى، إن الذهب بطبيعته يعد أحد أهم الملاذات الآمنة في أوقات الأزمات، إذ يلجأ إليه المستثمرون كوسيلة لحماية رؤوس أموالهم من التقلبات السياسية أو الاقتصادية العالمية. 

وأشار إلى أن أي توتر جيوسياسي أو اضطراب اقتصادي يؤدي عادة إلى زيادة الطلب على الذهب، وهو ما يدفع أسعاره إلى الارتفاع. 

وأضاف قائلا: “قد شهدنا مؤخرًا موجة ارتفاع قوية في أسعار الذهب، تبعتها حالة من الاستقرار النسبي، يُمكن وصفها بأنها فترة “التقاط أنفاس” أو “جني أرباح” من قبل المستثمرين، دون أن يشير ذلك إلى نهاية الاتجاه الصاعد.

وأوضح، الخبير الإقتصادى، فى تصريح خاص لـ “موقع تحيا مصر”، أن العديد من المؤشرات ترجّح أن الذهب ما زال أمامه فرصة لمواصلة الصعود، خاصة على المدى المتوسط والطويل. 

ومن أبرز الأسباب الداعمة لهذا الاتجاه: استمرار حالة عدم الاستقرار العالمي، التوترات الجيوسياسية المستمرة، مثل الحرب في أوكرانيا، تصاعد ملف تايوان، والأزمات المتكررة في الشرق الأوسط، جميعها تُعزز الطلب على الذهب كأصل آمن، مضيفا أن التوقعات بخفض أسعار الفائدة عالميًا تشير:تحليلات الأسواق إلى نية بعض البنوك المركزية الكبرى البدء في خفض تدريجي لأسعار الفائدة، وهو ما يجعل الذهب أكثر جاذبية، خصوصًا لأنه أصل لا يدرّ عائدًا مباشرًا لكنه يحتفظ بقيمته في مواجهة التضخم وضعف العملات.

وأوضح الإدريسى : هناك نمو ملحوظ في الطلب من الصين والهند، وهما أكبر مستهلكين للذهب عالميًا، إلى جانب زيادة مشتريات البنوك المركزية لتأمين احتياطاتها من المعدن النفيس، مشيرا إلى ان إذا كان الهدف من الشراء هو الادخار طويل الأجل (لمدة عام أو أكثر)، فإن الأسعار الحالية تُعد مناسبة نسبيًا، حيث أن أي تراجعات مؤقتة غالبًا ما تكون ضمن حركة تصحيحية وليست تغييرًا في الاتجاه العام.

وأشار خبير الإقتصاد على الإدريسى، إلى أن أسلوب الاستثمار في الذهب يختلف حسب أهداف المستثمر وخبرته، ومن أبرز الوسائل المتاحة:

1. السبائك والجنيهات الذهبية: تُعد الخيار الأنسب لحفظ القيمة والادخار، خاصة مع انخفاض التكاليف مقارنة بالمشغولات الذهبية.

2. الشهادات أو المحافظ البنكية المرتبطة بالذهب: متوفرة في بعض البنوك (حسب الدولة)، وتتميز بانخفاض المخاطر وسهولة التداول دون الحاجة لاقتناء الذهب فعليًا.

3. الاستثمار في البورصة أو الصناديق المتداولة (ETFs): خيار جيد لمن لديهم خبرة بالسوق، لكنه يتطلب متابعة دائمة وتحليل فني مستمر.

4. المشغولات الذهبية: أقل كفاءة من الناحية الاستثمارية بسبب تكلفة “المصنعية”، لكنها تظل شائعة لسهولة اقتنائها وبيعها.

وقال الإدريسى، إنه على الرغم النظرة الإيجابية العامة، يجب الحذر من بعض العوامل المعاكسة، التي قد تؤثر سلبًا على أسعار الذهب: إذا حدث هدوء سياسي واقتصادي عالمي ملحوظ، قد يتراجع الإقبال على الذهب كملاذ آمن. موضحا أن رفع أسعار الفائدة الأمريكية بشكل مفاجئ أو أسرع من المتوقع قد يؤدي إلى تراجع الذهب، بسبب تحوّل المستثمرين نحو أدوات العائد المرتفع مثل السندات.

نقلاً عن : تحيا مصر

محمد الهلالي، كاتب متخصص في الأخبار يتمتع بخبرة واسعة في تغطية الأحداث المحلية والعالمية. يسعى لتقديم محتوى دقيق وشامل يضع القارئ في قلب الحدث، مع تحليلات معمّقة ورؤية متوازنة تعزز الفهم العام وتسلط الضوء على خلفيات الأخبار وتأثيراتها.