في كشف علمي هو الأول من نوعه، فجّر علماء روس مفاجأة طبية تتعلق بأحد أشهر مضادات الاكتئاب في العالم، “الفلوكسيتين” المادة الفعالة في أدوية شهيرة مثل بروزاك، الدراسة الجديدة لم تكتفِ بالتحذير من آثاره الجانبية المعتادة، بل كشفت عن آلية “جزيئية” مباشرة يهاجم من خلالها الدواء خصوبة الإناث، مستهدفًا البويضة في مهدها.
كان الاعتقاد السائد أن مضادات الاكتئاب تؤثر على الخصوبة عبر بوابة الدماغ أو الجهاز الهرموني، لكن الدراسة التي قادها البروفيسور دينيس نيكيشين من جامعة موسكو، أثبتت أن “الفلوكسيتين” يتجاوز الدماغ ليشن هجومًا مباشرًا على المبيض، مما يعطل تواصل البويضة مع الخلايا المحيطة بها.
السيروتونين.. “وقود” الخصوبة المفقود
كشفت التجارب المخبرية عن سر تراجع جودة البويضات؛ إذ يعمل الدواء على خنق تدفق السيروتونين، يمنع الدواء تراكم هذا الهرمون، المعروف بهرمون السعادة، داخل البويضة، وهو عنصر حيوي لنضجها.
يقلل من نشاط الجينات المسؤولة عن نمو “الجريبات”، الأكياس التي تحوي البويضات، مما يؤدي لتأخر النضوج وضعف الإباضة.
تراجع الخصوبة بنسبة 30%
أظهرت المتابعة الدقيقة لنتائج الدراسة أن تناول الفلوكسيتين أدى إلى انخفاض يقارب 30% في عدد البويضات الناضجة والقابلة للإخصاب، المثير للقلق في النتائج هو أن الدواء لم يسبب اضطرابًا في الدورة الشهرية أو تغيرًا في مستويات الهرمونات الجنسية الظاهرة، مما يعني أن الضرر يحدث بصمت داخل أنسجة المبيض دون علامات واضحة للأم.
جودة الأجنة على المحك
يوضح البروفيسور نيكيشين أن هذا التعطيل لا يقلل فقط من فرص الحمل بنسبة تصل إلى 18%، بل يشكل خطرًا حقيقيًا على “جودة” البويضة نفسها قبل الإباضة، وهو ما قد ينعكس سلبًا على فرص نجاح الإخصاب وتطور الجنين في المراحل الأولى، مما يرفع احتمالات فشل الحمل لاحقًا.
يعد التخطيط هو الحل بناءً على هذه المعطيات، ويوصي الباحثون بضرورة مراجعة الأطباء لخياراتهم العلاجية عند التعامل مع مريضات في سن الإنجاب أو يخططن للحمل، ويؤكد الخبراء أن هذا الكشف يضع “الفلوكسيتين” تحت مجهر الرقابة الطبية الدقيقة، لضمان ألا يكون علاج الاكتئاب سببًا في حرمان المرأة من حقها في الأمومة.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري

تعليقات