تصاعد الجدل في الولايات المتحدة حول أواني الطهي غير اللاصقة، بعد أن صادق برلمان ولاية كاليفورنيا على مشروع قانون يحظر تدريجيًا ما يُعرف بـ”المواد الكيميائية الأبدية PFAS” المستخدمة في صناعتها، في خطوة وُصفت بأنها انتصار للصحة العامة.
وحذرت السلطات الصحية من أن المواد المستخدمة لمنح أواني الطهي سطحها الأملس المقاوم للالتصاق قد تُطلق أبخرة سامة عند تعرضها لدرجات حرارة مرتفعة، أو تتسرب إلى الطعام عند تآكل الطبقة الواقية، جاء ذلك وفقًا لشبكة “سي إن إن” الأميركية.
وتشير دراسات عديدة إلى أن مركبات الـ PFAS تبقى في البيئة وأجسام البشر لفترات طويلة، وترتبط بالإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان، العقم، واضطرابات الغدة الدرقية.
جدل تشريعي واسع
المشروع التشريعي الجديد الذي ينتظر توقيع حاكم ولاية كاليفورنيا غافن نيوسوم قبل منتصف أكتوبر وُصف بأنه خطوة ضرورية للحد من التلوث الغذائي. وقال السيناتور الديمقراطي بن آلن، صاحب المقترح: “لا يوجد مبرر للسماح بمواد قد تلوث الطعام مباشرة وتعرض ملايين الناس للخطر.”
إلا أن هذا التوجه أثار اعتراضات من بعض الطهاة المشاهير مثل راشيل راي وديفيد تشانغ، الذين دعوا المشرعين لعدم تمرير الحظر، مؤكدين أن المادة الأساسية (PTFE) أو “تيفلون” آمنة عند الاستخدام الصحيح، وأن المنع قد يضر بالمطاعم والأسر.
اعتراضات الصناعة
كما اعتبرت “رابطة استدامة أواني الطهي” القرار “هجومًا سياسيًا يفتقر للأسس العلمية”، محذرة من أن البدائل الخالية من PFAS أكثر تكلفة وقد تزيد العبء على المستهلكين.
أبعاد عالمية
ورغم الجدل القائم، شدد خبراء البيئة على أن المشكلة تتجاوز الاستخدام المنزلي، إذ إن مراحل تصنيع هذه الأواني تُطلق ملوثات خطيرة. وأكد باحثون أن ما يجري في كاليفورنيا هو جزء من نقاش عالمي، حيث اتخذت دول مثل فرنسا خطوات لتقييد استخدام هذه المواد، مع استثناء مؤقت لأواني الطهي تحت ضغط الشركات.
وبين تضارب المواقف بين المشرعين والعلماء من جهة، وصناعة الطهي والمشاهير من جهة أخرى، يبقى السؤال مفتوحًا: هل تستحق سهولة تحضير “بيضة لا تلتصق” المخاطر الصحية والبيئية المحتملة؟.
نقلاً عن : الجمهور الاخباري

تعليقات